تميزت الدبلوماسية الإماراتية بالكثير من الصفات التي جعلت دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتع بعلاقات قوية مع العديد من دول العالم، فقد تبوأت مكانة مرموقة بين الدول لتفوقها في مجالات عدة. وتتسم السياسة الإماراتية بثبات يتمثل في اتخاذ الدبلوماسية حلاً واحداً وأوحد لأي مشكلة قد تصادفها.. فهي تؤمن بالحوار والنقاش البناء بديلاً أساسيا عن الحرب والعنف، الذي لا يفضي إلاّ إلى الكوارث والمصائب التي تعيث وبالاً في الدول المتخاصمة أو المتحاربة.
سياسة راقية تنتهجها الإمارات قلما نجدها في عصرنا الحالي الذي يعاني في الكثير من الأحيان من العنف واتخاذ البعض الحرب سبيلاً وحيداً للتفاهم وحل الخلافات.. وهذه السياسة أوصلت دولة الإمارات إلى ما وصلت إليه من تقدم ورفعة واستقرار سياسي واجتماعي داخلي.. وحافظت على لحمة البلاد في مواجهة المخاطر والتغلب على التحديات.
النهج الدبلوماسي القائم على السلام والتنمية مكّن الإمارات من نجاحات تضيف إليها إنجازات على الصعيد الدبلوماسي الدولي. وأصبح يشار إليها بالبنان في المحافل الدولية، كدولة تروّج للتسامح والسلام والاستقرار، دولة مسالمة لديها مشروعها التنموي الواعد بعيداً عن أية مغامرات غير محمودة العواقب، ضمن دبلوماسية تركز على التحاور البناء والهادف الذي من شأنه أن يقوي موقف الدولة في أي موقف سياسي قد تواجهه.. فالنظرة المستقبلية لحكام وقادة دولة الامارات العربية المتحدة جعلت من هذه الدولة منارة للسلم والسلام الدوليين.. ولم تكتف بذلك فقد نشرت مفهومها هذا ونظرتها لصنع السلام.. من خلال الكثير من محاولات رأب الصدع واحتواء أسباب الخلاف بين الأطراف والدول المتخاصمة والمتحاربة فيما بينها.. ونجحت في تقريب وجهات النظر وإرساء السلام بين الفرقاء، أملاً في نشر السلام المنشود للدول والشعوب.
القيادة الإماراتية تحرص دوماً على توحيد الرؤية المستقبلية في العالم العربي تجاه ملفات مهمة، خاصة التنمية والتسامح، والسعي الدائم والدوؤب لتوثيق العلاقات بشتى أنواعها بين الإمارات ومحيطها العربي والخليجي، وأيضاً بين الإمارات وشتى بلدان العالم. 
وتحرص دولة الامارات العربية منذ نشأتها على الانخراط في الهيئات والمؤسسات الدولية السلمية مثل هيئة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وحركة عدم الانحياز.. فنشطت دولة الامارات على أكثر من صعيد دبلوماسي... أهم تلك الأنشطة هو مطالبتها الدائمة في المحافل الدولية بحظر أسلحة الدمار الشامل وتداولها في العالم.
المواطن العربي بل والإنسان في أي بقعة من بقاع الأرض يفخر عندما يسمع بتوجه دولة الإمارات العربية المتحدة السلمي الدائم وسعيها لترسيخ الصداقة بين الشعوب وكسب الأصدقاء في العالم أجمع.. الأمر الذي ساهم في تمكين السياسة الإماراتية للنجاح في العالم أجمع.
أمثلة عديدة لعبت خلالها الإمارات أدواراً من أجل السلام، حيث دعمت المصالحة بين الأفرقاء في أكثر من موقف بقارة أفريقيا، كان أحدثها في السودان الشقيق، وقبله مصالحة بين إثيوبيا وأرتيريا. والخطوة الأكثر أهمية تمثلت العام الماضي في حوار الأديان وتحقيق اللقاء بين الحضارة الاسلامية والمسيحية من خلال لقاء الأخوة الإنسانية، بجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي جمع البابوية والأزهر الشريف في أبوظبي، في خطوة أثمرت إصدار وثيقة «الأخوة الإنسانية». وسعت الإمارات إلى إرساء السلام في اليمن منذ سنوات، خاصة قبل الانقلاب «الحوثي»، وكاد السلام يعم أرجاء اليمن لولا التدخلات الخارجية التي عطلت هذا البلد.. وزادت في مآسيه. 
وهنا نقول إن كل هذه الجهود الاماراتية البناءة تجعل هذا البلد المعطاء منارة للسلام في العالم.. ومنارة سلام أيضاً لكل التواقين لإرساء السلام كـتوجه مستدام على صعيد السياسة والدبلوماسية في العالم. 
*كاتب كويتي