كثيرة هي المعاني التي يمكن إدراكها من خلال توجه دولة الإمارات العربية المتحدة نحو السلام، فجهودها المتواصلة ومحاولاتها الكثيفة لإرساء السلام في شتى أنحاء المعمورة واضحة للعيان. وآخر تلك المحاولات تدشين علاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، ضمن خطوة كان من أهم أهدافها تحقيق السلام بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.. وهذا المنحى سعت الإمارات للسلام من أجله، وتجاهله البعض وركزوا فقط على مجرد فكرة إبرام علاقات! بالطبع ستصب نتائج هذه العلاقات في صميم مصلحة الشعب الفلسطيني، وستؤدي إلى تحريك عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط التي عانت من جمود خلال العقدين الأخيرين.. وبالتالي فانه يمكن القول بأن مشروع السلام الحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة.. هو مشروع بالغ الأهمية لهذه المنطقة التي عانت من ويلات الحروب والصراعات والإرهاب والتطرف. ومن الواضح أن الإمارات أدركت بأنه لابد من عمل شيء في هذا الصدد فكانت محاولة السلام خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف. 
وامتداداً لمشروع السلام الذي تسعى دولة الإمارات لتحقيقه يأتي توجهها الساعي لتحقيق مشروع آخر له علاقة بالسلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم كله، ألا هو مشروع الحوار بين الأديان والتقارب بين أتباع الديانات من أجل تعزيز التسامح بين شعوب ودول المنطقة.. وضمن هذا الإطار، أنشأت الإمارات في عام 2014 «مجلس حكماء المسلمين» ليكون نواة إسلامية تهدف إلى تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، وتجمع كوكبة من علماء الأمَّة الإسلاميَّة وخبرائها ووجهائها ممَّن يتَّسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطيَّة، بهدف المساهمة في تعزيز السِّلم، وكسر حدَّة الاضطرابات والحروب التي سادت مجتمعات كثيرة من الأمَّة الإسلاميَّة في الآونة الأخيرة.. هو هدف له أهمية كبرى في تحقيق هذا التوجه.. وسعت إلى ترسيخ ثقافة الانفتاح على الآخر وتثبيت حوار الشرق والغرب وعملت على تنظيم مؤتمرات أسفرت عن وثيقة «الأخوّة الإنسانية»، الصادرة من العاصمة الإماراتية أبوظبي في فبراير 2019، والتي يمكن اعتبارها نقلة نوعية في حوار الحضارات، ووثيقة تؤكد مد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم للحد من أمراض العصر الحديث المتمثلة بالإرهاب والعنف والتطرف والغلو في الدين.. 
ولم يتوقف الدور الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة عند حد فهو لا يهدأ ولا يكل.. ويتواصل في جميع أنحاء المعمورة دون انتظار لإيعاز من أحد، أو لخدمة هدف معين.. فقد دأبت الإمارات على مد يد المساعدة للجميع بغض النظر عن الأبعاد الدينية والعرقية والجهوية. ويكاد يصبح هذا التوجه، على مستوى القيادة وأيضاً بالنسبة للشعب نبراساً وثابتاً من ثوابت هذا البلد الأصيل.. يعكس إيماناً راسخا بمفهوم مساعدة الآخرين ونصرتهم مهما كانوا وأينما كانوا.
والدور الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة يتواصل كونه استمراراً لبذرة العطاء والخير التي أرسى أسسها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستلهمت رؤيتها في العطاء والبذل من وصاياه، وسار على نهجه، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. وحققت الإمارات أعلى المعدلات القياسية في مجال العمل الخيري. وزرعت الخير والعطاء في كثير من دول العالم، علماً بأن هذه المساعدات التي تقوم بها دولة الإمارات غير مرتبطة بتوجهات سياسية، مع أي طرف كان.. بل تأخذ في اعتبارها الجانب الإنساني، أولا وأخيراً، خاصة تخفيف معاناة من يتلقون المساعدات.. وهذا الأمر واضح وجلي في جميع المساعدات التي قدمتها الإمارات. ويحق لنا أن نفخر كعرب ومسلمين بالدور الإماراتي الرائد عالمياً في السعي البناء لتحقيق السلم والسلام وتسامح الأديان وحوار الحضارات والأخوة الإنسانية.
*كاتب كويتي