تنظر دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص، إلى قطاع السياحة بوصفه قطاعاً فاعلاً ومسهماً أساسيّاً في ناتجها المحلي الإجمالي، وخاصة أن فيها الكثير من المعالم السياحية المتنوعة؛ الطبيعية والترفيهية والتراثية والثقافية، وتستقبل في كل عام ملايين السائحين الذين يقصدون هذه المعالم، التي تشهد العديد من التطور والتقدم، بفضل ما تمتاز به من بنى تحتية ووسائل نقل وفنادق تقّدم تجربة ملهمة وفريدة لا تُنسى.
وانطلاقاً من كون السياحة قطاعاً يعبّر عن وجه دولة الإمارات الحضاري؛ جاءت الزيارة التفقدية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، إلى «مشروع الحديريات الترفيهي» يوم الأربعاء، الأول من أمس، لتؤكد حرص القيادة الرشيدة على متابعة المشروعات الترفيهية التي تقدِّم لمواطني الدولة والمقيمين فيها وزائريها قيمة إنسانية كبرى، تنظر إلى رفاههم وسعادتهم بكثير من الاهتمام؛ حيث قال سموه إن: «مشروع الحديريات الترفيهي، وغيره من المشروعات المماثلة، تمثل إضافة قيّمة ونوعية، وتعزز من مكانة أبوظبي على خريطة السياحة العالمية».
مشروع الحديريات الترفيهي الذي وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بافتتاحه خلال الـ30 يوماً المقبلة، يُعدّ وجهة سياحية وترفيهية ورياضية متكاملة تُعقد عليه الكثير من الآمال في استقطاب الزوار والسياح؛ ولذا يلحظ المتتبع نوعية الرؤية التنموية التي قام عليها هذا المشروع، حاله حال الكثير من المشروعات السياحية، التي تقوم على تعزيز المنظومة البيئية والمساحات الخضراء، والحدائق العامة والمتنزهات، التي تشجع على نمط حياة صحي، وتوفير المرافق الخدمية التي تلبي احتياجات وتطلعات أفراد المجتمع، من خلال تطوير البنية التحتية وفق فُضلى المواصفات العالمية، وتلائم تطلعات واحتياجات السكان والزائرين، وتراعي متطلباتهم، الأمر الذي يسهم في ترسيخ مكانة إمارة أبوظبي إحدى أكثر مدن العالم ملاءمة للعيش والزيارة.
لقد حرصت القيادة الرشيدة ومن خلال توجيهاتها للمؤسسات المختصة وذات العلاقة، على مواكبة تطوير المرافق السياحية بأنواعها كافة، وخاصة الترفيهية منها، وذلك لتحقيق المستهدفات والخطط المستقبلية التي تقوم على توفير المرافق الترفيهية التي تعزز جودة الحياة وتدعم قطاع السياحة، وتعكس أسلوب الحياة العصرية في أبوظبي، هذه الإمارة التي تشتهر بتنوع منتجاتها السياحية، وتضم جُزُراً خلّابة، ووجهات ثقافية عريقة، وعقارات سكنية ومواقع تجارية وترفيهية متميزة، وهو ما تحقق نتيجة النظر إلى قطاع السياحة بوصفه أحد أهم الروافع الداعمة لتعزيز هوية الإمارة السياحية والحفاظ على ثقافتها وتراثها، وذلك بالعمل على مواصلة الاستثمار في القطاع، وضمان قدرة المنشآت السياحية من معالم ومطاعم وفنادق على تحقيق أعلى مستويات التميّز، واعتماد برامج شاملة من الفعاليات الرفيعة المستوى، التي تضمن الترويج للمنتجات السياحية، وتجعل إمارة أبوظبي وجهة رائدة في السياحة والترفيه، وتعزز استدامتَها وتنافسيتَها على خريطة السياحة العالمية.
إن القطاع السياحي في أبوظبي، وخاصة في هذه المرحلة التي تعصف بالعالم منذ أن انتشرت جائحة «كوفيد – 19»، يمتاز بقدرة كبيرة على مواجهة التحديات، فقد واصل استقطاب السياح من أهم دول العالم، بخطط صحية مدروسة، وأنشطة تسويقية تعمل على تحفيز وتطوير منتجات الإمارة السياحية، بمهرجانات وفعاليات تسهم في تنمية القطاع وتعزيز تنافسيته، فعلى سبيل المثال، يهلّ علينا شهر نوفمبر المقبل بفعاليات وبرامج ثقافية وتراثية مميزة، كمهرجان الظفرة 2020 في دورته الـ14، خلال الفترة من 5 نوفمبر القادم إلى 29 يناير 2021 في مدينة زايد بمنطقة الظفرة، ومهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة بأبوظبي، يوم 20 نوفمبر المقبل وحتى 20 فبراير 2021، بوصفهما من أهم المهرجات التي تقام سنويًّا، ولذلك جاء الحرص هذا العام على تنظيمهما، وفق إجراءات احترازية ووقائية تضمن سلامة وصحة المشاركين والعاملين.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية