منذ نشأة الجماعة المدعوة «الإخوان المسلمين» كحركة متطرفة، وهي تعيث فساداً وإفساداً في أي بقعة توجد بها.. رغم ادعائها زوراً بأنها حركة إصلاحية إسلامية شاملة! إلا أن مَن يرى أفعالها المخالفة لأقوالها يرى عكس ذلك تماماً. فلم يحدث أن رأينا في جميع مراحل تاريخها أن جماعة «الإخوان» كانت على توافق أي من الحكومات الوطنية في العالم العربي، بل كانت دائماً في الصف المعارض للأوطان.. ودائماً طامحة لسدة الحكم.
كانت بداية «الإخوان» متواضعة جداً، لكنها سرعان ما انتقلت إلى العدوانية وأسلوب القتل والبطش بكل مَن يعارض أفكارها أو يكشف حقيقتها. وأيضاً نقول إنه، وعلى الرغم من شعارها الذي تنادي به دوماً «الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا».. إلّا أنها بعيدة كل البعد عن هذا النهج، إذ استغلت الدين في كثيرٍ من الدول التي نشطت بها للوصول إلى السلطة عبر استغلالها للبسطاء الذين صعدت على أكتافهم، وقامت بعد ذلك بالتخلي عنهم ورمتهم بعد أن نالت وطرها منهم. وأيضاً يمكن أن نرى ذلك الأمر على مر التاريخ بالنظر لأفعالها المخزية التي تقوم بها. ولعلنا نستشهد هنا بالتشبيه الذي أطلقه أحد المؤرخين في قوله إن جماعة «الإخوان المسلمين» تشبه الماسونية في كثيرٍ من الصفات، مثل العمل في الخفاء وممارسة التدمير والقتل وارتكاب الموبقات سراً والتظاهر بالفضيلة علناً والعمل بعكس القول. 
وتأتي انتقادات علماء المملكة العربية السعودية ومشايخها لجماعة إخوان الشياطين من نواحٍ عدة، أهمها إهمال الجماعة الدعوة والتوحيد، وتقصيرها الكبير في محاربة البدع والضلالات التي طرأت على الأمة، مع ازدياد تعقيدات الحياة العصرية ومتطلباتها التي تطغى على الكثير من أمور الدين والدعوة. وفي السياق ذاته، تنبّهت الكثير من الدول لهذه الحركة الشيطانية، فقامت الحكومة في سوريا مثلاً بتصنيف جماعة «الإخوان»، عام 1982، كحركة إرهابية، وسنت قانوناً يقضي بإعدام المنتسبين إليها. وفي دولة الكويت، حدت الحكومات المتعاقبة من أنشطة الحركة، وعملت على احتوائها وأبقتها تحت المجهر لفترات طويلة إيماناً منها بخطر هذه الجماعة على المجتمع. 
وعلى صعيد آخر، فإنه يتبين من خلال تحقيقات أجهزة الأمن في جمهورية مصر العربية خلال الفترات الماضية، مع العديد من القيادات الإخوانية، ومن اعترافاتهم على بعضهم بعضاً في مناطق متفرقة من الدول العربية.. يتبين من ذلك أن مشروع هذه الجماعة هو مشروع خطير، ويكاد يتجاوز الدول العربية بمجملها، وذلك بالنظر إلى أن ما يخططون له يتجاوز كل الحدود التي يمكن أن يتوقعها أي إنسان بسيط، ويكاد لا يتقبل عقله ما يراه من أعمال إرهابية يقوم بها هذا التنظيم في كل مكان، وكل ذلك في سبيل تحقيق مآرب قادته المتخفين تحت الظلام والذين يبطنون عكس ما يعلنون. وقد أظهرت اعترافات أحد القياديين في الجماعة الكثير من الخفايا، وفضحت الكثير من المؤامرات التي كانوا ينوون تنفيذها في دول عدة. 
إن الخطر الداهم لهذا التنظيم يطال كل فرد من أفراد المجتمع من دون استثناء، حيث إن هذا التنظيم يقترب في ممارساته وأسلوب عمله من أسلوب عمل «المافيات» المحترفة، والتي تعمل في طريقين متعاكسين، في العلن وفي الخفاء. فعند ما تصرح علناً بأنها جماعة تدعو إلى الله بالكلمة الطيبة والدفع بالتي هي أحسن، فإنهم يتفوقون على أمهر الممثلين في العالم، إذ يظهِرون عكس حقيقتهم كجماعة غلو وتطرف همها الرئيسي إلحاق الضرر بالأمم والمجتمعات وتدمير أمنها الوطني، لمآرب شخصية بحتة وأهداف تنظيمية لا تمتّ للدين بصلة. بل على العكس من ذلك، فهي تشوه الدين حين تتحدث باسمه وهي بعيدة عنه كل البعد. وهذا وجه من أوجه خطرها الكثيرة التي يتوجب التنبُّه لها على الدوام. ومن أوجه خطر هذا التنظيم تحوره كما يتحور الفيروس الذي اعتاد الدواء الذي يواجهه به المريض، فيعمل على تكوين مناعة ضد هذا الدواء ويتحور ويتغير في شكله لتجنب الخطر. وكذلك يفعل هذا التنظيم، فهو أيضاً يتحور من خلال إنشاء تنظيمات أخرى بمسميات جديدة كلياً وبعيدة عن أي تسمية لها علاقة بالتنظيم، لكنها في الحقيقة تنظيمات فرعية تعمل لصالح التنظيم الإخواني الأساسي وتسعى لتحقيق أهدافه. 
ومن هذا، نصل إلى أن خطورة تنظيم «الإخوان» التي تجاوزت كل الحدود، تتطلب مواجهته بكثير من الانتباه، والحرص والصرامة والوعي بعواقبه.. حتى لا يستمر تهديده داهماً ودائماً.


*كاتب كويتي