يُصنف العلاج بالأجسام المضادة، وبالتحديد وحيدة النسيلة (Monoclonal Antibody)، ضمن أساليب العلاج المناعي، والذي يهدف إلى التصاق هذه الأجسام المضادة بأنواع مستهدفة من الخلايا أو البروتينات، حتى يقوم جهاز المناعة بمهاجمتها والقضاء عليها.
ففي حالة الأمراض السرطانية، يمكن أن توجه هذه الأجسام المضادة ضد الخلايا السرطانية، من خلال أساليب عدة، مما يتيح علاج الحالات المتأخرة من المرض. وبالفعل، أظهر هذا الأسلوب نتائج إيجابية في علاج أحد سرطانات الدم في الأطفال، في المرحلة الأولى والثانية منه. وينقسم العلاج المناعي إلى ثلاثة أنواع: النوع الأول يعتمد على الخلايا، والنوع الثاني يعتمد على الأجسام المضادة، أما النوع الثالث فيعتمد على بروتينات خاصة. وتستغل هذه الأنواع الثلاثة، حقيقة أن الخلايا السرطانية، توجد على أسطحها جزيئات مختلفة بقدر طفيف، عن تلك الموجودة على سطوح الخلايا السليمة، وهي الجزيئات التي يمكن لجهاز المناعة تمييزها. وتعرف هذه الجزيئات، المكونة أساساً من بروتينات، وأحياناً من بعض الكربوهيدرات، بمولدات المضادات، أي الجزيئات التي تدفع الجسم لخلق وتوليد أجسام مضادة. وإذا ما تم تدريب، وتحفيز جهاز المناعة ضد تلك الجزيئات، فسيقوم حينها بمهاجمتها، وتدمير الخلايا المحتوية عليها، أي الخلايا السرطانية.
ويمكن أيضا استخدام هذا الأسلوب في علاج بعض أمراض المناعة الذاتية، والتي يهاجم فيها جهاز المناعة خلايا وأنسجة الجسم نفسه. وبالفعل ثبتت فعالية بعض أنواع الأجسام في علاج مرض الروماتويد، والتهاب القولون التقرحي، وما يعرف بالتهاب القولون الناحي أو داء الكرون (Crohn's Disease). وفي مجال زراعة الأعضاء، أصبحت الأجسام المضادة وحيدة النسيلة تستخدم لمنع رفض الجسم الشديد للكلية المزروعة، كما أنها ذات فائدة في تخفيف أعراض وعلامات الأزمة الشعبية المتوسطة والحادة. 
ويعتبر مرض الزهايمر، أو خرف الشيخوخة، من الأمراض المستهدفة للعلاج باستخدام الأجسام المضادة، في ظل حقيقة تأثير هذه الأجسام على أمراض أخرى تصيب الجهاز العصبي المركزي.
د. أكمل عبد الحكيم