تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الثلاثاء، 3 نوفمبر 2020 بـ«يوم العَلم». وقد اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، مبادرة «يوم العَلم» اعتباراً من نوفمبر 2013، بوصفها مناسبة وطنية سنوية، تتزامن مع الاحتفال بيوم تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، مقاليد الحكم. وتعكس هذه المبادرة ثقافة احترام عَلم الدولة وتقديره، بصفته رمزاً لسيادتها ووحدتها، وتجسيداً للفخر بالوطن والولاء له والانتماء إليه. 
وتُجسِّد فعاليات «يوم العَلم» وما يشهده من مظاهر التعبير عن حب الوطن، إعلاء قيمة الاتحاد من خلال أحد أبرز رموزه، فقد أصبح علم الدولة رمزاً للتطور والتقدم اللذين شهدتهما، ولانصهار المصالح الفردية في مصلحة وطنية جامعة. وتُعدُّ دولة الإمارات الدولة العربية الأولى التي تُفرد للعَلم مناسبة وطنية خاصة به، والأولى أيضاً في حجم ما تشهده هذه المناسبة من تفاعل واهتمام على المستوى الشعبي.
ويحرص سكان دولة الإمارات، مواطنين ومقيمين، على الاحتفال بهذه المناسبة وإبراز مشاعر التكاتف والتلاحم المجتمعي، والتعبير عما يميز دولة الإمارات من تسامح وانسجام وسلام وإخاء يجمع بين كل من تضمهم هذه الأرض الطيبة، وبينهم وبين الإنسانية جمعاء. كما تُظهر العلاقة الفريدة بين أبناء الإمارات وقيادتهم الرشيدة، وعمق ما يكنّونه لها من ولاء صادق. كما تسهم فعاليات يوم العَلم في رفع الوعي العام لدى كل أطياف المجتمع بثقافة احترام العَلم وآلية التعامل معه في المناسبات كافة، وترسيخ المكانة الرائدة والصورة المشرقة لدولة الإمارات، وتقديم نموذج خلاق لوحدة المشاعر الوطنية، ومتانة اللحمة التي تربط بين الجميع في وطن يفيض خيره على الجميع. 
في «يوم العَلم» يُرفع العَلم فوق كل بيت إماراتي، وعلى المباني والمرافق والمؤسسات، تعبيراً عن التمسك بقيم الاتحاد التي أورثَنا إياها الآباء المؤسسون، وتتنوع الأنشطة والاحتفالات التي يتسابق المواطنون والمقيمون على أرض الإمارات في ابتكار وسائل ومظاهر جديدة لها. وتشهد مؤسسات القطاعين العام والخاص مراسم مهيبة لرفع العَلم، تتوحد خلالها القلوب والمشاعر، وتتزين كل الشوارع والواجهات والسيارات والنوافذ بألوان العَلم الإماراتي، في استجابة عفوية وطوعية لما دعا إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تغريدة على موقع «تويتر»، كتبها سموه بهذه المناسبة، وقال فيها: «نريد أن نراه على بيوتنا ومزارعنا ومرافقنا.. نريده في السماء.. عالياً كطموحاتنا.. عزيزاً كنفوسنا.. خفاقاً على جميع أركان وطننا».
يُرفع العَلم الوطني عاليًّا، ليعبر عن الاعتزاز بوطن منيع قويٍّ تتوالى نجاحاته يوماً بعد يوم، وعن شعور بالأمان والطمأنينة في ظل دولة مزهرة، وطيدة الأركان، مسموعة الكلمة، تستظل بعلم واحد، وعن الإحساس الغامر بالسيادة والاستقلالية التي يتمتع بها الوطن بفضل حكمة قيادته وسواعد أبنائه المستعدين لتقديم أرواحهم فداءً لترابه الغالي، وعن معاني الحرية والكرامة الوطنية التي يقدِّمها هذا الوطن المعطاء لأبنائه.
إنه العَلم الذي رفعه الوالد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في الثاني من ديسمبر عام 1971، لتبدأ ملحمة الإنجاز والعمل. وتجسدت في ألوانه الأربعة صورة المستقبل المشرق، فالأخضر يرمز إلى النماء والازدهار والتطور والرخاء، والأبيض إلى السلام والبذل والعطاء وعمل الخير، والأسود إلى قوة أبناء الإمارات ومنعتهم وشدّتهم، أما الأحمر فيرمز إلى تضحيات أبناء الوطن من أجل حماية المنجزات والمكتسبات الوطنية، ويستحضر إرث البطولة والفداء الذي سطّره جنود الإمارات البواسل.
إن العَلم هو رمز وحدتنا واتحاد قلوبنا ومصدر فخرنا، ورمز احترام دولتنا، واحتفال الدولة بـ «يوم العَلم» في كل عام، إنما هو احتفال بمنجزات كبرى عظيمة، ورحلة عطاء طويلة، وفي هذا اليوم نلتفُّ حوله مجددين العهد على رفعته وصونه، وبذل الروح من أجله، ليبقى شامخاً خفاقاً قويًّا كشموخ أبناء دولة الإمارات.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية