منذ الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971، والاستثمار في العنصر البشري المواطن لا يتوقف، بل في تصاعد مستمر نتيجة السياسات الحكومية الناجحة في مجال استكشاف ورعاية المواطنين الموهوبين والبراهين على ذلك عديدة، ولعل أبرزها ما يحدث منذ انتشار فيروس كورونا المستجد مطلع العام الحالي، فعناصر خط الدفاع الأول، والذين يواجهون مخاطر الجائحة ببسالة وعزيمة هم من المواطنين الموهوبين سواء الأطباء أو الكوادر الطبية المساعدة والفنيين في مجال الرعاية الصحية، كما أن هؤلاء المواطنين هم من نجحوا في اكتشاف وسائل ناجحة وفي زمن قياسي في مجال فحص عينات الفيروس، الأمر الذي ساهم بدرجة كبيرة جداً في تخفيض رسوم ومدة إصدار اختبار الفحص. وبطبيعة الحال، فإن جهود هؤلاء الموهوبين قد ساهمت بدرجة كبيرة في توفير الوقت والمال على الدولة في مجال فحص الأفراد للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس. 
كما أن المواطنين الموهوبين هم من استطاعوا إدارة أزمة جائحة كورونا المستجد، والحد من تفاقمها وعدم وصولها لمرحلة الكارثة كما حدث في العديد من دول العالم، فالمواطن الموهوب هو من قام بدراسة وتحليل مخاطر الأوبئة المعدية، ثم وضع الخطط الوطنية المناسبة لمواجهتها في حال انتشارها في المجتمع، وهو أيضاً من تمكن من تطبيق إجراءات الاستجابة الناجحة والمتميزة للجائحة الحالية، وذلك على المستوى الوطني والمستوى المحلي، وقد ساهم ذلك في التقليل من الآثار السلبية للفيروس، وبالتالي حماية اقتصاد الدولة وبنيتها التحتية واستمرار الأعمال الحكومية بنجاح وفاعلية خلال الأزمة كما يساعد حالياً في تقليل فترة التعافي من تأثير الجائحة مقارنة بالعديد من الدول الأخرى. 
والمواطن الموهوب هو من استطاع تصميم وإطلاق «مسبار الأمل» نحو كوكب المريخ، ويستعد حالياً لاستكشاف «القمر»، وهو أيضاً من يساهم في قصة النجاح التي بدأت قبل أكثر عن عقد من الزمان في مجال تصنيع أجزاء هياكل الطائرات تحت سقف شركة «ستراتا»، التي تحتضن العشرات من المواطنين الموهوبين الذين استطاعوا تصنيع وتوريد عشرات الآلاف من أجزاء هياكل الطائرات المصنّعة لكبريات شركات صناعة الطائرات العالمية مثل بوينج وايرباص، والمواطن الموهوب هو من عمل بجد وإخلاص وعزيمة وإصرار على تحقيق رؤية القيادة الحكيمة في تنمية الدولة، الأمر الذي وضع دولة الإمارات العربية المتحدة في صدارة دول العالم في تقارير التنافسية العالمية السنوية في العديد من المجالات، ومنها الخدمات الحكومية والاتصالات وكفاءة العمل الحكومي والصحة والإسكان وغيرها.
والمواطن الموهوب هو بؤرة تركيز العديد من الجهات الحكومية ومنها القيادة العامة لشرطة أبوظبي والقيادة العامة لشرطة دبي، حيث يتم تطوير وتنفيذ العديد من برامج استكشاف ورعاية مهارات الموهوبين المواطنين في شتى المجالات الاجتماعية والرياضية والثقافية والتكنولوجية وغيرها، والتي تساهم بدرجة كبيرة في غرس بيئة عمل جاذبة وصحية ومنتجة، والمواطن الموهوب هو من يتولى ملف «عام الاستعداد للخمسين» تحت قيادة حكومة الإمارات، وفي إطار خطة مئوية الإمارات 2071 لتصميم مستقبل الدولة في مجالات حيوية متعددة تشمل الصحة، والتعليم، والتنمية الاجتماعية، والاقتصاد، والبيئة، والإسكان، والسياحة، والاستثمار، والقيم المجتمعية، والثقافة، والعلاقات الأسرية، والرياضة، والأمن الغذائي والعلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وريادة الأعمال، والاستثمار، والمهارات، وغيرها، وذلك في إطار تسخير الطاقات الشبابية، وتوجيه إبداعاتهم نحو الأفضل. 
وخلاصة القول، إن مواهب المواطنين هي الركيزة الحيوية لتقدم الدولة منذ تأسيسها، وهي حجر الأساس في جميع خطط التنمية المستقبلية، وعليها يقوم الاستقرار والتطور في جميع مناحي الحياة.