تعكس أنشطة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الوجه الإنساني المشرق لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تقوم الهيئة بدور كبير ومتنامٍ لدعم الفقراء والمحتاجين وتقديم الغوث والعون للمنكوبين في حالات الكوارث والطوارئ والأزمات، ولا يقتصر نشاط الهيئة على منطقة معينة، حيث يمتد هذا النشاط ليغطي الكثير من دول العالم، وتقديم أفضل الخدمات الإنسانية لمحتاجيها أينما وُجدوا، بغض النظر عن أعراقهم أو أديانهم أو مذاهبهم وغير ذلك، فالمساعدات الإماراتية تُقدَّم من منطلق إنساني، ولا تسعى الدولة من ورائها إلى تحقيق مصالح سياسية. 
وتنشط هيئة الهلال الأحمر بشكل كبير في اليمن لمساعدة الأشقاء اليمنيين، الذين يعانون الكثير من الأزمات والأوضاع المعيشية المتدهورة جراء ما تشهده البلاد من فوضى وأعمال عنف وعدم استقرار، بعد قيام جماعة الحوثي الانقلابية العميلة لإيران بمحاولة السيطرة على اليمن. وعلى الرغم من أن موظفي الهيئة يواجهون مخاطر ومتاعب كبيرة في أداء مهامهم في اليمن، فإن الهيئة مصرة على مواصلة دورها لدعم الشعب اليمني، الذي هو ضحية لهذه الجماعة، التي تسعى إلى السيطرة على الحكم، وإن كان ذلك على حساب هذا الشعب العربي الأصيل، الذي هو بأمسّ الحاجة إلى أن ينعم بالأمن والاستقرار، كما هي حال شعوب الدنيا كلها. 
ومن المؤسف أنه في الوقت الذي لا تدخر فيه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جهداً لدعم الأشقاء اليمنيين، يتعرض موظفو الهيئة للاعتداء، على نحو الحادثة المؤسفة التي تعرّض لها قبل أيام الطاقم الطبي من العاملين في عيادات الرعاية الصحية المتنقلة التابعة للهيئة في مدينة تعز، من خلال عملية إطلاق نار، وهي الواقعة التي كانت محل استنكار شديد وإدانة كبيرة من قبل الكثير من الدول والجهات المختلفة. وأصدرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بياناً أكدت فيه أن استهداف العاملين في المجال الإنساني يمثل تجاوزاً كبيراً للأعراف والمعاهدات والمواثيق الدولية، التي توفر الحماية الخاصة لعمال الإغاثة والإنقاذ، مشددة على أن مثل هذا الاستهداف من شأنه أن يعيق استمرار عمليات الإغاثة، ما قد يؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية، وأكدت الوزارة استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم كافة أشكال العنف، والإرهاب الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية، وهو ما أكدته كل الجهات والدول التي أدانت هذا العمل الخسيس. 
وإذا كانت الجهة التي تقف وراء هذا العمل الجبان، تهدف إلى عرقلة عمل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن، لأهداف خاصة، فإن دولة الإمارات لن تتوقف عن مساعدة الأشقاء اليمنيين، وستواصل الهيئة عملها الدؤوب هناك لتخفيف وطأة ما يعانيه الشعب اليمني من أزمات متفاقمة، وهو عمل تؤكد الإحصائيات مدى أهميته. وعلى سبيل المثال، تشير هذه الإحصائيات إلى أنه منذ مطلع العام الحالي، استفاد أكثر من 424 ألف يمني من المساعدات التي وزّعتها الهيئة، والتي بلغت آلاف الأطنان من المواد الغذائية للتخفيف من معاناة السكان في محافظات شبوة وحضرموت، شرق اليمن، والحُديدة وتعز في الساحل الغربي للبلاد.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة التي قدَّمت الكثير من الشهداء على أرض اليمن الشقيق لمساعدة الشعب اليمني في التخلص من أسر جماعة الحوثي الإرهابية، ولكي ينعم اليمنيون بالأمن والاستقرار، ستواصل جهودها الأخوية الصادقة حتى يعود اليمن سعيداً كما كان، وستظل أنشطة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي متواصلةً هناك وبكثافة لتخفيف آلام الشعب اليمني ومعاناته. والهيئة ليست المؤسسة الإماراتية الوحيدة العاملة في اليمن لمساعدة الفقراء والمحتاجين من أشقائنا اليمنيين، فمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية تقوم هي الأخرى بدور مشهود لمساعدة الشعب اليمني، وقد نفذت العديد من المشاريع الكبرى، ومنها مشروع تطوير ميناء سقطرى، ودعم قطاع الكهرباء في عدن.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.