تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع باليوم الوطني الـ49 في ظل العديد من الإنجازات، التي تحققت في زمن قياسي منذ قيام الدولة في الثاني من ديسمبر 1971. فالعالم يضم ما يزيد على 200 دولة، ولكن القليل منها استطاعت تجاوز توقعات شعوبها وتحقيق التنمية في مختلف مناحي الحياة بمعدلات تفوق الأهداف الموضوعة لها. ولعل الأولوية القصوى لأي مواطن هي أن يشعر بالأمن والأمان على أرض وطنه خلال الأزمات كامتداد طبيعي لما يراه من حياة آمنة مستقرة خلال وقت السلم. 
وهنا أرى أن أبرز مكتسبات المواطن خلال العقود الماضية هو نجاح الدولة في الاستعداد والاستجابة لأزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 والذي عصف بالكرة الأرضية خلال أقل من عام نتج عنه ما يزيد على 62 مليون إصابة، وما يناهز مليون ونصف حالة وفاة حتى الآن مع التوقعات بخسائر مالية لاقتصادات الدول قد تصل إلى 8.5 تريليون دولار خلال العامين القادمين. وقد كان التحدي الأكبر أمام حكومات العالم هو كيفية تحقيق النجاح في المعادلة الصعبة وهي حماية أرواح أفراد المجتمع من الفيروس مع حماية الاقتصاد من التدمير. ونستطيع التأكيد أن قيادة الإمارات كانت على رأس الدول التي استطاعت تحقيق تلك المعادلة والنجاح فيها وذلك بنشر ثقافة الوقاية من الإصابة بالفيروس واستغلال البنية التحتية القوية في القطاع الصحي وحماية الاقتصاد الوطني من التدهور، الأمر الذي ساهم في توقف الجائحة لدينا عند مستوى «الأزمة» في الوقت الذي بلغت فيه لدى دول أخرى عديدة مستوى «الكارثة»، وبالتالي نجحت الحكومة في تحقيق التعافي السريع من آثار الفيروس. 
وقد كان لنجاح حكومة الإمارات منذ عام 1971 في العديد من خطط التنمية الدور الأبرز والأكبر في مواجهة جائحة كورونا. ومن أهم تلك الخطط، بناء وتطوير البنية التكنولوجية، مما ساعد على نجاح خطط استمرارية الأعمال في مختلف قطاعات الدولة الحكومية والخاصة أثناء انتشار الفيروس. أضف إلى ذلك، نجاح القيادة في استشراف المستقبل الخاص بالأحداث الطارئة عندما تم تأسيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في عام 2007 لتقود جهود التنسيق والإشراف على الاستعداد والاستجابة لمختلف أنواع الطوارئ والأزمات والكوارث التي قد تحدث في الدولة. وقد ترافق ذلك أيضا مع إنشاء أول وزارة خاصة بالأمن الغذائي على مستوى العالم والتي أطلقت الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، التي نجحت أثناء جائحة كورونا والتي أدت إلى إغلاق معظم أسواق تصدير السلع الغذائية في العالم. 
ومن أبرز إنجازات الدولة أيضاً خلال الفترة الماضية هو النجاح في قطاع الفضاء من خلال إطلاق «مسبار الأمل»، الذي انطلق نحو كوكب المريخ في بداية صفحة جديدة من إنجازات الإمارات في الفضاء من خلال المهمة العلمية التاريخية الأولى من نوعها في العالم العربي، والتي وضعت الإمارات من خلالها بصمتها في قطاع الصناعات الفضائية في العالم. أضف إلى ذلك الإعلان عن مشروع جديد يستهدف استكشاف «القمر» والعديد من البرامج الأخرى والتي من شأنها ترسيخ مكانة الإمارات العالمية في مجال الفضاء. ولقد انعكست كافة الإنجازات المتتالية للإمارات منذ تأسيسها عام 1971 على مكانتها الدولية، إذ استطاعت احتلال المركز التاسع على مستوى العالم في تقارير التنافسية العالمية في العام 2020. واللافت للنظر أن نجاحات الدولة المستمرة تٌحفز الجميع على بذل المزيد من الجهود لتحقيق التطور والتقدم وكل ما من شأنه أن يضع الإمارات دوماً في طليعة دول العالم في مختلف مجالات التنمية.