تأتي الاحتفالات باليوم الوطني التاسع والأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة في ظل ظروف عالمية استثنائية، فالعالم كله لا يزال يواجه جائحة فيروس كورونا، والتي تجاوزت آثارها الجوانب الصحية التي مثلت أكبر تحدٍ منذ أزمنة طويلة، حيث هددت هذه الجائحة اقتصاديات العالم وأسواقه، وأثَّرت سلباً على جميع برامج التنمية بدول العالم بدرجات متباينة، فسعت الدول إلى اتخاذ العديد من الإجراءات والمبادرات الهادفة إلى حماية اقتصادياتها ودعم أنشطتها الصناعية والتجارية والاستثمارية، بما يضمن إمكانية التغلب على الآثار السلبية للجائحة، والاستمرار في تحقيق معدلات إيجابية لمختلف برامج ومجالات التنمية الشاملة والمستدامة.
لقد كانت التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والتي أكدت على ضرورة تسخير كل إمكانيات وقدرات الدولة لتأمين صحة وسلامة جميع المواطنين والمقيمين، وعلى إيلائهم الأولية في جميع الإجراءات والقرارات التي يتم اتخاذها في إطار مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث تحتضن الإمارات أكثر من 200 جنسية عالمية، وتُعَد مركزاً عالمياً ونقطةَ التقاء دولية لثقافات وحضارات العالم. وقد كانت هذه التوجيهات نبراساً لعمل الحكومة في الاستجابة الوطنية للجائحة، وإطاراً رئيسياً لجهود الدولة المعنية بتعزيز الاستجابة العالمية لجائحة «كوفيد-19» التي اجتاحت العالم وعصفت آثارُها وتبعاتُها الاقتصادية بأوضاع كثير من الدول. وكان لمبادرات الإمارات الاستباقية التي أطلقتها في إطار إدارتها لأزمة «كوفيد-19» الدور الأساسي في النجاح الرائع الذي حققته الدولة في التعامل مع تحديات الجائحة، وهو نجاح حُظي بإشادة وتقدير العالم، ما وضع الإمارات في صدارة دول العالم التي نجحت في مكافحة الجائحة، وهي تمضي قدماً بخطى ثابتة في طريق التعافي.
لقد شكّلت مبادرات دولة الإمارات على المستوى الوطني والدولي تجسيداً للتضامن الإنساني، فعلى المستوى الوطني اتخذت الدولة جملةً من المبادرات والإجراءات والقرارات التي استهدفت دعم مختلف القطاعات الحيوية في الدولة، وسعت من خلالها إلى تقديم الدعم والمساندة لكافة القطاعات في سبيل التغلب على آثار هذه الجائحة وتجاوزها. واليوم تمضي دولة الإمارات في تنفيذ خطط الاستعداد لمرحلة ما بعد «كوفيد-19». وعلى المستوى الدولي أبرزت هذه الجائحة مركزية ومحورية دولة الإمارات في النظام العالمي من خلال النهج الإنساني الذي اعتمدته في مواجهة الجائحة، وذلك عبر دعم وتنسيق الجهود الدولية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وعبر إدارة أوسع شبكة للتواصل والتنسيق والمتابعة الدولية مع مختلف دول العالم والوكالات الأممية لتجنيب البشرية مختلف المخاطر التي تتهددها بسبب هذه الجائحة، وتأمين الظروف الإنسانية والتنموية والاقتصادية اللازمة لتعزيز مكافحة الجائحة، انطلاقاً من النهج الإنساني السامي الذي حث عليه وكرَّسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كمبدأ إنساني أصيل تسير عليه دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها. 
وتواصل الإمارات نجاحاتها وإسهاماتها من خلال إنشائها أول مركز شحن جوي في العالم مخصص للقاح، في دبي، ليكون بمثابة مركز مخصص لتخزين وتوزيع اللقاح عالمياً.
اليوم ونحن نحتفل باليوم الوطني التاسع والأربعين، كلنا فخر بما قدمته دولة الإمارات من تجربة وطنية وإقليمية ودولية رائدة في مجال مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، وبما حققته من إنجازات هائلة في مختلف المجالات الأخرى. 
وكل عام ودولة الإمارات الحبيبة في عز وأمان وسعادة.