تحتفل دولتنا الحبيبة يوم غدٍ الأربعاء الموافق الثاني من ديسمبر بيومها الوطني التاسع والأربعين، وكل عام يمر علينا والأمل يملؤنا أكثر بأننا سوف نحقق أمل أمة وليس أمل دولة فحسب، ونحن نسابق الزمان والمكان من أجل تغليب مفاهيم تقدم الدول وقوتها، حيث أصبحت دولة الإمارات مصنعاً متكاملاً لصناعة المستقبل، وكيف لا! ها هو إطلاق مشروع «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ بالتعاون مع الدول الصديقة في العالم التي تشاركها حلماً يمثل البشرية جمعاء، وهو الوصول إلى المريخ وسَكَن الإنسان للكوكب الأحمر، وتمثل هذه المهمة بشكل واضح مكانة الإمارات بين الدول، وذلك في ظل المشاركة الإماراتية المشرّفة بأيادٍ إماراتية نفتخر بها، والتي مثّلت نسبةً طاغية في فرق العمل في ذلك القطاع وخاصةً من العنصر النسائي، والذي مثل 80 % من الجانب البحثي العلمي في المشروع، وهو الرهان الدائم للدولة من خلال حقول ومصافي الرأس المال البشري المعرفي والمبتكر.
إننا دولة تضع بصمتها في كل المجالات وهي تصبّ جلّ جهدها في العمل المضني من أجل إنجازات غير مسبوقة، حتى أصبحت الدولة ضيفاً دائماً للمراكز المتقدمة في جميع الإحصائيات والمؤشرات العالمية، وها هي تقود العالم وليس المنطقة فقط في مجالات كانت حكراً في السابق على دول بعينها، وتتميز بالسرعة في إنجاز الأعمال المبهرة من دون مساس بالجودة والالتزام، الذي تظهره دولة الإمارات العربية المتحدة في حماية وتعزيز مصالحها الداخلية والخارجية، وتعظيم الموارد غير التقليدية لاقتصاد وبنى تحتية وتعليم وصحة تنافس فيها أكثر دول العالم تقدماً. 
وفي أزمة جائحة كوفيد - 19 كانت الدولة التي تمد يد العون لدول عظمى، وتقف بجانب دول صناعية كبرى كان يُعتقد أنها تملك الجاهزية الكافية للتعامل مع فيروس كورونا، ما جعل العالم يتحدث عن النموذج الإماراتي في استمرارية العمل الحكومي والخدمات في المجتمع دون توقف، وهي تمثل بذلك ظاهرة على المستوى الدولي.
 تعمل الحكومة على مدار الساعة بمنهجية استباقية، وهذا هو سر تحقيق الأمان والتمتع بالسلام والاستقرار لأفراد المجتمع ومؤسساته العامة والخاصة، وفي هذا العام وأكثر من أي وقت مضى، من المهم للمجتمع أن يتكاتف كجسد واحد في نظرة الأمل والإيجابية للمستقبل، وأن يضع كامل الثقة في بذور الاتحاد التي غُرست بحكمة وحب في الماضي، واليوم تعكس ظلالها تلك الحكمة والعشق للوطن.. ولهذا احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى في العالم العربي في مؤشر الانتعاش الاقتصادي الذي نشرته مجموعة «هورايزون» للأبحاث.. ويقيّم المؤشر القدرات والمزايا التنافسية التي تمتلكها مختلف البلدان، والتي ساعدتها على التعامل بفعالية مع الأزمة ودفع عجلة الانتعاش.. والسياسات والإجراءات الأكثر فعالية لمواجهة التحديات ومواصلة دعم الجهود المبذولة لتحقيق الانتعاش الكامل في جميع القطاعات.. ووفقاً لنتائج التقرير الذي يغطي 122 دولة، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة قد احتلت المرتبة الخامسة عالمياً في مجال الصحة العامة.. والمرتبة 15 من حيث قوة سوق العمل. ولهذا لا نبالغ حين نقول إن الإمارات تعتبر نموذجاً عالمياً للريادة، فهي نهر عطاء وإبهار لا ينضب.