تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأربعاء، الموافق الثاني من ديسمبر بالذكرى الـ49 لقيام الاتحاد تحت شعار «روح الاتحاد»، وبكل ما يحمله هذا الشعار المفعم بالوطنية والولاء، نرفع أسمى التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وإلى إخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وشعب دولة الإمارات الكريم.
ونبارك لأنفسنا أن حبانا الله قيادة رشيدة عملت، ولا تزال، على تعزيز لحمتنا الوطنية ودعم وتوسيع مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار، من خلال إتاحة الفرص الرحبة في هذا المجال، وهو ما أسهم في تحقيق هذه النهضة الشاملة التي نعيشها اليوم، وتنمية روح الولاء وتعزيز الانتماء والعمل على تقديم الأفضل بما يضمن المصلحة العامة للوطن والمواطن وتعزيز مكانة الدولة عالميًّا. 
وفي هذا اليوم نعيش ونحتفي بحلم زايد الخير، مؤسس وباني الدار، ونفخر بأعظم إنجاز تعيشه الدولة كل يوم وهو قصة اتحادها الذي تشكل عام 1971، والذي تحقق بجهود الآباء المؤسسين. وفي هذا السياق نستحضر كلمة الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، حين قال: «لقد نبعت تجربتنا الاتحادية في البداية من الرغبة في زيادة الصِّلات التي تربطنا بعضنا ببعض، وأيضًا من القناعة التامة لدى الجميع بأنهم جزء من عائلة واحدة، وأنه يتعين عليهم لمُّ الشمل والتجمع تحت قيادة واحدة». وقد استطاع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن يرسي دولة أساسها السعادة وبنيانها الإنسان، فاهتم بالصغير والكبير، وما ينعم به المواطن اليوم من اهتمام وتقدير، ما هو إلا حصاد لهذا النهج القويم والرؤية الثاقبة والحكمة البالغة التي كان يتحلى بها الأب المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله.
لقد حققت دولة الإمارات العديد من المكتسبات والمنجزات، وباتت اليوم في طليعة الدول المتقدمة، وأصبحت إنجازاتها مشهودة للعيان، وحماية هذه المنجزات والمكتسبات لا تأتي إلا بالعمل الدؤوب غير المنقطع وهو واجب على الأبناء الذين عليهم متابعة ما حققه الآباء المؤسسون من تميز. والعمل على تعزيز هذه المكتسبات هو من أولويات القيادة الرشيدة، التي تحرص بشكل مستمر على تقييم واقع الخدمات المقدّمة بين الحين والآخر بهدف اتخاذ القرارات الكفيلة بالبناء على الإنجازات والاستمرار في مسيرة التطوير، وتحقيق تطلعات المواطنين.
لا شك أن أبناء الإمارات هم أكبر إنجاز تفاخر به القيادة الرشيدة، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عندما قال: «إن إنسان الإمارات هو أكبر إنجاز يفخر به زايد، وأن أبناء الإمارات هم فخر زايد، ونتاج فكره، وحلمه الذي تحقق، وهم صانعو مجد الإمارات ونموذج نجاح للبشرية». إنهم الثروة التي ستقود مسيرة المستقبل إلى مزيد من مراتب المجد والعلم والتقدم الحضاري والإنساني، فهذه الأرواح المخلصة والعقول النيرة والكفاءات الوطنية هي ضمان خير وسعادة للدولة، ونجاحها وتقدمها في مضمار كل المجالات هو نجاح للوطن وهو في حد ذاته تأكيد للحفاظ على مكتسباته الأصيلة.
إن اتحاد دولة الإمارات نبراسٌ يهدي إلى الخير ويقود إلى الرشاد، فبفضله تحققت المنجزات وعليه نعقد آمالا لمزيد من الطموحات، نحيا تحت مظلته متوحدين على قلب رجل واحد في أرض كريمة طيبة تفيض علينا بالخير الوفير. ودولة الإمارات بفضل الله، ثم ببذرة زايد الأولى وجهود القيادة الرشيدة، غدت شعلة مضيئة على خريطة العالم، ومثالا يحتذى به في شتى المجالات، فأدام الله عليها موفور الخير والبركة والعيش الرغيد.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية