احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة الذكرى 49 لليوم الوطني الإماراتي، الذي يصادف الثاني من ديسم من كل عام. وبهذه المناسبة الوطنية العزيزة لدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ودول الخليج والعرب جميعاً، نبارك للإمارات هذا الإنجاز الوطني الحضاري التاريخي المهم على جميع الأصعدة.
ها هي الإمارات تتواصل نجاحاتها بعد 49 عاما من عمر الاتحاد علي يد مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وباني نهضتها وباذر نبتة النجاح المتفرد في المنطقة العربية، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله»، فقبل أن يوحد الوطن في هذا البلد المميز والمتطور والمتحضر، وحّد قلوب الإماراتيين في جسد واحد وجغرافيا واحدة وتاريخ مشرق. 
زايد أنجز هذا الصرح الوطني المهم والقطب الخليجي المؤثر، الذي أصبح أحد أركان منظومة مجلس التعاون الخليجي المؤثرين، حيث استضافت أبوظبي أول اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، لتدشين هذا التكتل في مايو 1981. الإمارات العربية المتحدة أصبحت اليوم نموذجا يحتذى في العالم العربي والإسلامي بل في العالم أجمع، لما حظيت به من خيرات كبيرة ووفيرة وإنجازات كبيرة وعملاقة ونهضة واسعة كبيرة ومتطورة مزدهرة خلال فترة وجيزة وقصيرة. 
أصبحت دولة الإمارات واحة غنّاء لديها جامعات مرموقة وكليات ومعاهد معتبرة مهمة، ومقصداً تجاريا وسياحياً في العالم، وبيئة خصبة وجاذبة للاستثمار. 
وأصبحت دولة الإمارات الفتية مقصدا وقطبا مهما فاعلا مؤثرا على المستوى الإقليمي والعربي والدولي، لوضوح رؤيتها نحو استشراف المستقبل، وسلاسة قوانينها المرنة في جذب الاستثمار والتجارة وتهيئة المناخ المريح للسائح والزائر والمقيم، ما جعلها تحظى باستضافة العديد من المؤتمرات الدولية والعالمية، عبر أنشطة سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية وثقافية وتراثية وفنية خلاقة وفاعلة، من خلال المؤتمرات والمنتديات والمعارض.
وقد توحد الإماراتيون خلف قيادة واحدة ونهج واحد، ليبنوا بلداً جميلاً متماسكاً متعايشاً ومتصالحاً مع نفسه، وأصبحت هذه التجربة الناجحة اليوم نموذجاً وقدوة في البناء والرقي، ومعلماً بارزاً على ضفاف الخليج العربي، وشيدت المتاحف والمنارات الثقافية والرياضية والفنية، بعد أن كانت هذه المنطقة صحراء قاحلة. واصبحت الآن مقصداً لمن يريد العيش باستقرار والعمل بأمان والسياحة بارتياح هو وعائلته في مكان لايسود فيه إلا العدل والراحة والمساواة والأمان والرخاء والسعادة.
واحتضنت الإمارات أكثر من 200 جنسية من العالم يعيشون تحت مظلة واحدة دون تميز أو تحيز، من كل الدول والقوميات والأديان والمذاهب، فكثير من المسؤولين بالعالم ورجال الأعمال والعلماء والمفكرين والأدباء والفنانين، استوعبتهم الإمارات بصدر رحب ومناخ صحي، ليجدوا فيها ملاذا آمنا ومكانا مريحا للعمل والإبداع والتطور والنجاح، وتلاقي الأفكار وإطلاق المبادرات الجديدة والإبداعية.
فهنيئاً للإمارات هذا الإنجاز التاريخي المهم، بعد 49 عاماً من الصبر والجهد والمثابرة والإخلاص والعمل الدؤوب والإصرار، على الهدف المنشود ليسمو ويكبر الحلم ويصبح حقيقة كبيرة، وتجربة ناجحة ومتفردة.
وهنيئا للمنطقة العربية بهذا النموذج الرائع المتفرد، فالإمارات إحدى أهم منصات ومنابر العالم العربي التي تبث التقدم والتطور والرقي والإبداع والعطاء والازدهار، وهذا الاتحاد الذي يمثل روح التلاحم أصبح أنموذجاً في التطور والابتكار والعلم والمعرفة والتجديد، وهذا وسام وتاج اعتزاز يحمله التاريخ لأصحاب الأيادي البيضاء التي تعشق المجد والتضحية.
واليوم الإماراتيون يقطفون ثمار زايد الخير، الذي أسس بلداً متصالحا مع نفسه ومع الآخرين، ويحب الخير والسلام والمحبة للجميع، وسياسته الاقليمية والعربية والدولية مبنية على العلاقات الطيبة والتفاهمات البناءة مع جميع الأطراف، مما جعل إرث زايد مدرسة ونبراساً يتم البناء عليه كنموذج في العلاقات الدولية.
* كاتب سعودي