تعطي دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية كبيرة لقضية التحول الرقمي، بهدف تعزيز عملية التنمية المستدامة وترسيخ أسس اقتصاد المعرفة، ليواصل النموذج التنموي الإماراتي مسيرته المتميزة. وضمن الجهود المبذولة في هذا السياق، تبنّت دولة الإمارات سياسة البيانات المفتوحة، لتسهيل الحصول على المعلومات الحكومية والبيانات الإحصائية، حيث تمتلك المؤسسات والجهات الحكومية الاتحادية المختلفة بوابات إلكترونية متقدمة تعمل على توفير المعلومات والبيانات للجمهور، وفق أعلى المعايير المعتمدة لنشر البيانات والمعلومات الإحصائية.
ومن هذا المنطلق استطاعت دولة الإمارات ترسيخ سياسة البيانات المفتوحة، وهو أمر ما كان ليتم إلا في ظل ما تمتلكه من بنى تكنولوجية متقدمة للغاية، تشهد المزيد من التطوير والتحسين المستمرين حتى تكون أكثر قدرة على التأقلم مع المتغيرات المتسارعة في عالم التطور التقني، الذي بات يشهد قفزات كمية ونوعية كبيرة، مع تنامي مخرجات الثورة الصناعية الرابعة التي غيّرت بشكل جذري نمط الحياة على كوكب الأرض. 
وفي سياق النجاحات والإنجازات المتتالية التي تحققها دولة الإمارات في مجال التحول الرقمي، احتلت الدولة المرتبة الـ16 عالميًّا، محققة 75 نقطة في المعدل العام في تقرير «مخزون البيانات المفتوحة «ODIN» لعام 2020 الذي يشمل 187 دولة حول العالم. وحققت الإمارات قفزة مقدارها 51 مرتبة دفعة واحدة بالمقارنة مع تقرير عام 2018، متقدمة على دول مثل الولايات المتحدة وكوريا وسويسرا وفرنسا وإسبانيا واليابان والمملكة المتحدة. ويقيس هذا التقرير مدى اكتمال البيانات الإحصائية التي تتيحها الدول عبر منصات البيانات المفتوحة الرسمية، وإذا ما كانت تلك البيانات تلبي المستوى الدولي لمعايير الانفتاح في إتاحة البيانات. 
والحاصل أن هذا التقدم الجديد الذي حققته الدولة في تقرير مخزون البيانات المفتوحة «ODIN» يعكس نجاح مؤسسات الدولة المعنية في تعزيز مبدأ الشفافية في العمل الحكومي، وهو هدف كبير يحظى بأهمية خاصة ضمن أجندة الاهتمامات الأساسية للقيادة الرشيدة، حيث إن البيانات المفتوحة تدفع في سبيل تعزيز كفاءة استخدام الموارد ودعم اتخاذ القرار والوقوف على التحديات القائمة والفرص التنموية، وكما يقول معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، فإن توظيف البيانات المفتوحة يمهد الطريق لتنفيذ مشاريع ناجحة في مجال الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلاً عن خلق المزيد من الوظائف التي تعتمد على تحليل البيانات. وقد أشاد التقرير المذكور بجهود هذه المؤسسات، وخصّ المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، صاحب مبادرة مبتكرة بعنوان «سباق البيانات المفتوحة» كمنافسة تم إطلاقها بالتعاون مع الجهات الحكومية المنتجة للإحصاءات.
ومما لا شك فيه أن هذه المكانة المتقدمة التي استطاعت دولة الإمارات تحقيقها في تقرير «مخزون البيانات المفتوحة عام 2020، وهو الإصدار الخامس من سلسلة التقارير التي تصدرها منظمة البيانات المفتوحة، ويعد واحداً من التقارير التنافسية المهمة في مجال البيانات المفتوحة، يمثل نجاحاً جديداً يضاف لسجل الدولة الحافل بالإنجازات خلال هذا العام، الذي حققت فيه الدولة إنجازين بارزين على الرغم من الظروف الاستثنائية التي خلقتها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، أولهما، يتمثل في إطلاق «مسبار الأمل» في 20 يوليو الماضي، الذي من المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام الاتحاد، ليكون أول مسبار عربي وإسلامي لاستكشاف الكوكب الأحمر. وثانيهما، يتمثل في افتتاح المفاعل النووي السلمي الأول في محطات براكة النووية، لتصبح دولة الإمارات الأولى عربيًّا في إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية، وهو ما يؤكد عزمنا الثابت على تحقيق أهدافنا مهما كانت التحديات. 
إن التقدم المستمر الذي تحققه دولة الإمارات في المجالات كافة، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مستقبلنا أكثر إشراقاً، وأننا سنخطو بثقة في الخمسين عاماً المقبلة لتحقيق المزيد من أهدافنا الوطنية الكبرى، وعلى رأسها أن تصبح دولة الإمارات الأولى في العالم وفقاً لمئوية الإمارات 2071.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية