من الآن وحتى تنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، يبقى ترامب هو الظاهرة السياسية الطاغية على مسرح الأحداث.
ترامب متمسك بالسلطة بنواجذه رغم وضوح النتائج الأولية وكذلك أثناء إعادة الفرز التي زادت من حصة بايدن في الولايات، التي ظن ترامب أنه الفائز الأوحد فيها كجورجيا وبنسلفانيا.
الواقع السياسي في أميركا تحكمها معادلة «وقوع اللامتوقع»، وقد حدث ذلك لترامب نفسه عندما فاز بالرئاسة أمام دهشة العالم، ولأوباما من قبل وريجان القادم من عالم «هوليوود». 
نستدرج بعض تفاصيل الظاهرة «الترامبية» عبر مقتطفات من ممارساته السياسية طوال فترة رئاسته، التي لا زال يأمل بأي طريقة في تمديدها أو مد يد العون إليها. من المعتاد أن نسمع عن الحرب التجارية بين أميركا والصين بين فترة وأخرى، ولكن أن يتعدى نطاق الحرب إلى فرنسا فهذا من اختلاق ترامب، ففي يوليو 2019 دعا وزير الاقتصاد الفرنسي الولايات المتحدة إلى عدم الخلط بين الضرائب التي فرضتها باريس على الشركات الرقمية الكبرى وبين الرسوم الجمركية.
وجاءت تصريحات الوزير رداً على انتقاد ترامب اللاذع لماكرون على خلفية الضريبة التي أقرها البرلمان الفرنسي. وذلك بناء على افتراض أن العلاقات الأميركية والأوروبية، نسبياً مختلفة مقارنة مع الصين التي وصل ميزان صادراتها إلى أميركا قرابة 500 مليار دولار، أما فرنسا فلا تقارب الصين، فقد حافظت المبادلات التجارية الفرنسية- الأميركية على مستواها في عام 2014 مسجّلة 59 مليار يورو. وهناك معضلة لا زالت عصية على الحل الجذري في المجتمع الأميركي، ودارت من أجلها رحى حرب أهلية للتخلص من «العنصرية»، والتي من بعدها كان كل رئيس منتخب يقدم مشروعاً قومياً للتخفف من آثارها الجانبية، حتى جاء عهد ترامب وجرت دماء «جورج فلويد» في الطرقات، وكان ترامب يتصرف بخطوات لم يتجرأ عليها أي رئيس أميركي، ما كان ينذر بتدمير النسيج الاجتماعي. 
لقد خرجت ألمانيا القوة القائدة للاتحاد الأوروبي والتي عانت من نازية هتلر التي عصرت تحت أقدامها حوالي ثلاثين مليون إنسان سحقت إنسانيتها لحساب العدم، لتنتقد مجريات الأحداث العنصرية في أميركا عبر وزير خارجيتها بشدة تهديدات ترامب باستخدام القوة ضد المتظاهرين، معرباً عن اعتقاده أن العنف يثير مزيداً من العنف حيث مضى السياسي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى القول:«بدلاً من صب الزيت على النار، لابد من المصالحة، وبدلاً من بث الانقسام في صفوفنا، ينبغي أن نتكاتف للتصدي للمتطرفين الراديكاليين».
في وسط هذا الهيجان العنصري نجد غرابة رد ترامب ودفاعه عن نفسه. 
لقد نفى أن يكون عنصرياً لأنه يرفض التراجع في حربه الكلامية مع قادة من ذوي الميول اليسارية والأقلية السوداء. وقال للصحافيين في البيت الأبيض «أنا أقل شخص عنصري في أي مكان في العالم». وخلال أسبوعين فقط هاجم ترامب أربع نائبات «ديمقراطيات» يتحدرن من أقليات، بالإضافة إلى نائب أسود يمثل بالتيمور.
هناك أمر لم يتحقق في تاريخ أميركا منذ خمسين عاماً، ولكنه وقع في فترة ترامب، وهذا ما أشارت إليه 
bloomberg: وفقاً لتقرير وزارة العمل، تمت إضافة 164,000 وظيفة جديدة في الولايات المتحدة في يوليو، كما ارتفع متوسط الأجور بنسبة 3.2% خلال الأشهر ال12 الماضية، واستقر معدل البطالة عند 3.7%، بالقرب من أدنى مستوى في نصف قرن. هذا الإنجاز مهم بالنسبة للشعب الأميركي بغض النظر عن ساحة التلاسن الحزبي، وهو ما يعني إضافة قرابة ثلاثة ملايين وظيفة للاقتصاد الأميركي الذي خرج منتصرا على تباطؤ النمو في السنوات السابقة.