انطلقت في الأسبوع الماضي حملة مغرضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة المنتجات الإماراتية، شارك فيها إعلاميون وناشطون معادون لدولة الإمارات ومدفوعون من جهات معروفة سلفاً، على رأسها تنظيم «الإخوان» الذي لم يتلق على مدى قرن من الزمن ضربة قاسية مثل تلك التي تلقاها على يد الإمارات خلال العقد الماضي.
وهذه النوعية من الحملات اعتدنا عليها نحن في الإمارات منذ عام 2017 عندما أُطلقت أول واحدة منها، حيث زعم القائمون عليها أنها «فرض عين» على كل مسلم غيور! ومن خلال تتبع هذه الحملات، يتضح أنها «هوجة» إعلامية هدفها الإثارة والتشويه. وهي تتشكل من مجموعة أشخاص متوزعين في دول العالم، يتقاضون مكافآت مالية مغرية لقاء هذا العمل. وغني عن القول إنه لا أثر ولا قيمة لهذه الحملات وإنها لم تأت إلا بعد نجاحات غير مسبوقة لدولة الإمارات على الصُّعد الداخلية والخارجية. فعلى سبيل المثال المواطن الإماراتي هو العربي الوحيد الذي يدخل إلى دول الاتحاد الأوروبي دون تأشيرة، وهذا اعتراف من الدول الأوروبية للإمارات بالوصول إلى مستوى من التنمية والازدهار وثقافة حقوق الإنسان لم تحققه بعض الدول الأعضاء في حلف «الناتو» مثل تركيا. 
ويمكن القول إن الحملات الداعية لمقاطعة البضائع الإماراتية انطلقت من نجاحات دولة الإمارات، وإن جميع حملات التشويه ضدها، جاءت بعد السقوط المريع لـ«الإخوان المسلمين»، وسحب البساط من تحت داعمي التطرف والإرهاب في المنطقة.. مما يُعد بداية فعلية لنهاية مرحلة من العبث بالأمن القومي العربي ككل. هذا بالإضافة إلى مشاركة الإمارات في التحالف الدولي ضد «داعش» في العراق وسوريا ومساهمتها مع قوات التحالف العربي في اليمن، ودورها الرائد في تعزيز العمل الخليجي المشترك، وزيادة فاعليته باستكمال بناء صروح التكامل السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي، وتنفيذ فعاليات وأنشطة ثقافية وتعزيز روابط التعاون والتنوع الثقافي والسياحي. 
لم يستطع المعادون للإمارات، منذ أن بدؤوا ترويج حملات تشويههم ضدها تحت تسميات فضفاضة لا تتعدى البروبوغندا الإعلامية، صناعةَ رأي عام عربي وعالمي مناهض للإمارات كما أرادوا. ومع ذلك فقد أصبح من الضروري أن نعزز النجاحات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية بعمل إعلامي يجاري هذه النجاحات، ولا يتوقف على الصعيد الداخلي أو العربي فقط، بل يتعداه للوصول إلى الإعلام الدولي، وذلك بتنظيم الاحتفاليات والنشاطات في الدول الغربية، خصوصاً أن حروب الإعلام والإنترنت أصبحت من أهم أنواع الحروب المعاصرة.
وتعمل الحملات الإعلامية المعادية من أجل تشويه الدور الريادي لدولة الإمارات، بعد أن أصبحت نموذجاً تنموياً فريداً في الشرق الأوسط، ومن أجل الإساءة لهذا النموذج، من خلال اختلاق دعايات لا أساس لها من الصحة، والترويج لها إعلامياً تحت شعارات زائفة وكاذبة.
لقد اشتغلت آلة التشويه الإعلامي التي قادتها الدول الداعمة لـ «الإخوان» على شراء أسهم في منصات إعلامية إقليمية ودولية، لصناعة خطاب إعلامي مضلل يعمل على تشويه الصورة الناصعة لدولة الإمارات، كما قامت بشراء مثقفين وسياسيين وإعلاميين في بعض الدول، للنيل من سمعة الإمارات وبغية الإساءة لنجاحاتها الكبيرة على الصعد الداخلية والعربية والدولية.