دشنت المكسيك وشيلي وكوستاريكا توزيع أول لقاحات لفيروس كورونا في أميركا اللاتينية في الأيام القليلة الماضية، في الوقت الذي تسعى فيه المنطقة الأكثر تضرراً من كوفيد-19 إلى مخرج من الجائحة. وأذاع التلفزيون على الهواء مباشرة أول حقن للقاح من مستشفى في المكسيك أثناء المؤتمر الصحفي للرئيس أندريس مانويل لوبيث أوبرادور. وتلقى الجرعة الأولى من اللقاح رئيس التمريض في وحدة عناية مركزة في المستشفى العام في مكسيكو سيتي. وفي شيلي اختارت الحكومة خمسة من عمال الصحة كي يُحقنوا باللقاح، وتم بث هذا أيضاً عبر التلفزيون. وبدأت كوستاريكا حملة توزيع اللقاحات أيضاً. والدول الثلاث اعتمدت على اللقاح الذي أنتجته شركة «فايزر». 
ووصول اللقاح يمثل بصيص أمل للمنطقة التي طالها دمار شديد من الفيروس. والبرازيل بها ثاني أعلى معدل وفيات في العالم من الفيروس، وتأتي المكسيك بعدها بقليل في المرتبة الرابعة. ووصل الإشْغال في مستشفى مكسيكو سيتي 85%، وأشارت دراسة إلى أن الخدمات الصحية ربما تنهار قريباً تحت الضغط. وصرح الرئيس المكسيكي في المؤتمر الصحفي قائلاً: «المكسيك هي أول بلد في أميركا اللاتينية يحصل على هذا اللقاح. لقد التزمت فايزر بتعهدها». وتعتزم حكومة المكسيك إعطاء اللقاح لنحو 300 ألف شخص، فيما تطلق عليه السلطات الجولة التجريبية. ويتوقع أن تورد «فايزر» 50 ألف جرعة أخرى من اللقاح في الأيام القليلة المقبلة. 

وفي تشيلي، وصلت طائرة في الأيام القليلة الماضية محملة بأول عشرة آلاف جرعة تصل البلاد. وأعلن الرئيس «سباسيتان بينيرا»، في مؤتمر صحفي، أن البلاد تستهدف إعطاء اللقاح لغالبية العاملين في مجال الصحة والمواطنين الأكثر عرضة للخطر- وهؤلاء يبلغ عددهم خمسة ملايين- في الربع الأول من عام 2021.
والبرازيل هي الأكثر في عدد حالات كوفيد-19 في أميركا اللاتينية تراجعت في سباق المنطقة لإعطاء السكان اللقاح. وتعرقل مسعى الحصول على جرعات اللقاح بسبب التناحر السياسي والتأخر في إنتاج لقاح «كورونافاك» المحلي الصنع. وأقرب تاريخ نُشر حتى الآن لإعطاء اللقاح في البرازيل- أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية - هو 25 يناير المقبل وسيقتصر على ولاية ساو باولو فقط. وقررت المحكمة العليا في البلاد أن البرازيليين قد يفرض عليهم الحقن باللقاح. 

وتأخرت دول أميركا اللاتينية عن الدول المتقدمة في برامجها لتعاطي اللقاح. وأخضعت الولايات المتحدة أكثر من مليون أميركي للحقن باللقاح. وفي المقابل حصلت المكسيك وشيلي على جرعات أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة. ووصلت 300 ألف جرعة من لقاح «سبوتنيك في» الروسي إلى الأرجنتين يوم الخميس الماضي أيضاً. وشكر الرئيس الأرجنتيني «ألبرتو فرنانديز» نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تدوينة على تويتر، في الأيام القليلة الماضية عن «الالتزام»، الذي أبداه تجاه الأرجنتين، وصرح بأنه من خلال شحنة اللقاحات الروسية سيبدأ تفعيل أكبر حملة لقاحات في تاريخ البلاد.


جوستين فيلاميل وسنيثيا باريرا دياز*

*صحفيان متخصصان في شؤون أميركا اللاتينية. 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»