بمناسبة مرور 45 عاماً على توحيد القوات الجوية والدفاع الجوي في الإمارات؛ أصدرت الإدارة التنفيذية للاتصال الدفاعي في وزارة الدفاع تقريراً حول تطور تلك القوات على مدار أربعة عقود ونصف، والخطط المستقبلية التي تعدّ لها، وقد أعادني هذا التقرير الذي اطلعت عليه إلى ذكريات مرحلة انخراطي في تلك المؤسسة.
لا شك أن هذا التقرير يمنح القارئ قدراً مهماً من المعلومات حول تمكّن القوات الجوية والدفاع الجوي من إنجاز الكثير خلال فترة زمنية تعتبر قصيرة إذا ما قورنت بتاريخ إنشاء القوات الجوية في الدول الأخرى العربية وغير العربية، حيث إن الإمارات وخلال عقود قليلة استطاعت بناء قوات على درجة عالية من التأهيل العلمي والنفسي والجسدي، بالإضافة إلى التدرّب على أحدث التقنيات المستخدمة في مجال القوى الجوية، فهي وإلى جانب ما تملكه من عتاد متطور؛ فإنها تملك الشباب القادر على حماية الوطن.
منذ إنشاء المؤسسة العسكرية عموماً - والقوات الجوية والدفاع الجوي على وجه الخصوص - انتهجت مساراً واضحاً في تأهيل وإعداد وتدريب أبنائها المنتسبين إليها، وعلى مر العقود يتم دعم تلك المؤسسة بالعناصر البشرية، وبأحدث منظومات الأسلحة في العالم، ولعل النتيجة الطبيعية لكل ما سبق من خطوات أن نرى اليوم قواتنا المسلحة بكل أفرعها في موقع متقدم، خصوصاً وأن المؤسسة العسكرية تحرص باستمرار على تطوير أداء العنصر البشري فيها، ورفع كفاءته ومساعدته في بناء مهاراته بما يجمع بين الناحية الأكاديمية ومتطلباتها والجودة التقنية والعسكرية ومستجداتها.

ولعلي لا أذيع سراً عندما أقول إن الخبراء والمحللين العسكريين الذين ينتمون لمؤسسات عسكرية عريقة في دول شقيقة وصديقة؛ يقرّون بأن ما وصلت إليه القوات الجوية والدفاع الجوي في الإمارات مهم للغاية، من حيث الخبرة والجاهزية والاستعداد لتنفيذ المهام الصعبة وفي أي مكان من العالم.

وما يقوله هؤلاء الخبراء وسواهم، يؤكده التقرير الذي اطلع عليه كثيرون من أبناء الإمارات، لكنه في ذات الوقت يبعث الطمأنينة في النفس والثقة بأفراد ومقومات القوات الجوية الإماراتية التي باتت قوة مهمة تحقق التوازن العسكري في المنطقة من حيث الرؤية التي تقوم عليها، والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، والاستراتيجية التي تعمل على تنفيذها، لتصبح بذلك قوة ضاربة على المستوى الإقليمي، لا سيما وأنها شاركت في مهام عديدة أثبتت من خلالها فاعليتها وقدرتها على استخدام ما تملك من منظومة قتالية ودفاعية متطورة للغاية ومتنوعة، من حيث فئات العتاد ونوعياته واستخداماته، بدءاً من الرادارات إلى أجهزة الإنذار والطائرات والصواريخ وغيرها من العتاد وسلاح الجو، كما لا تتوانى الإمارات عن دعم قواتها الجوية بالتقنيات التي لا تمتلكها إلا دول قليلة على مستوى العالم.
بسبب ما حققته الإمارات في هذا القطاع وسواه؛ يحق لنا نحن أبناء الإمارات أن نفخر بأبنائنا المقاتلين الذين آمنوا بأرضهم وهم على استعداد للوقوف بوجه أي معتدٍ، كما أنهم قادرون على التصدي لأي عدوان، ولا تخفى على أحد الأجواء المعكَّر صفوها في المنطقة، وسخونة الأحداث التي تتطور يوماً بعد يوماً، وبالتالي فإن الضامن لنا هي دولتنا وقواتها بما تملك من عقيدة وأدوات.

بمرور الذكرى الـ45 على توحيد القوات الجوية والدفاع الجوي في الإمارات أقدم التحية لأبنائي وبناتي في تلك القوات، وهم الذين يمثلون الجيل الشاب الطموح والقادر على الوصول إلى أهداف مؤسستنا العسكرية، لطالما أن أبناء هذا الجيل مؤمنون بأن الحفاظ على الوطن هو القيمة الأسمى لديهم.