لم تكد دولة الإمارات العربية المتحدة تطلق نداءها لأفراد المجتمع لتلقّي اللقاح، حتى لوحظ التنامي في أعداد المقبلين عليه يوماً بعد يوم؛ فتماشياً مع خطة وزارة الصحة ووقاية المجتمع، القائمة على توفير لقاح «كوفيد–19» لأكثر من 50 في المئة من السكان خلال الربع الأول من العام الجاري، أعلنت الوزارة تقديم 78 ألفاً و793 جرعة خلال يوم السبت الماضي فقط، ليزيد بذلك مجموع الجرعات التي قُدّمت على أكثر من مليون جرعة، الأمر الذي يؤكد إدراك المواطنين والمقيمين لأهمية أخذ اللقاح، لدوره في كسر سلسلة العدوى، انطلاقاً من مبدأ تعزيز المسؤولية الفردية والمشاركة المجتمعية تجاه الوطن، والحفاظ على المنجزات التي تحققت في مواجهة الجائحة، وترسيخ الواقع الذي تنعم به الدولة، من حيث الأمان والطمأنينة.
وتشير التغريدة التي نشرها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، على صفحة سموه في تويتر، والتي أدرج فيها مقطع فيديو تحفيزياً للتطعيم ضد الفيروس، ودوّن عليه: «ليكن خيارك التطعيم»، إلى اهتمام قيادة الدولة الرشيدة بالإسهام في الجهود الوطنية والدولية التي تسعى إلى احتواء الجائحة، بنظرة ثاقبة ورؤية طموحة تستند إلى وضع الاستراتيجيات وتوجيه المؤسسات المعنية للقيام بأدوارها الوطنية والإنسانية التي سجّلت من خلالها مآثر ملهمة في نجاعة المواجهة، بأساليب عمل جماعية وشمولية وتكاملية، حدّت من التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي تسبب بها فيروس «كورونا» على المستوى العالمي.
وتسير عملية تلقّي اللقاح الذي وفرته الدولة لأفراد المجتمع مجاناً، جنباً إلى جنب مع مواصلة الجميع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية قبل أخذ اللقاح وبعده، في مقدمتها عدم التهاون بخطورة فيروس «كورونا» المستجد، والتقيد بالقوانين والإرشادات حتى نصل إلى مرحلة صفر إصابة، إذ كثّفت دولة الإمارات عبْر مؤسساتها المتخصصة منذ أن أُعلن الفيروس بوصفه جائحة عالمية، جهودها لأجل تعزيز صحة وسلامة المجتمع؛ بتبني العلاجات المبتكرة، وتوفير الكوادر الطبية المؤهلة، وتعزيز الطاقة الاستيعابية للمنشآت الصحية، وتوسيع نطاق الفحوصات، وتوفير كل المستلزمات الطبية والوقائية، وتطبيق التدابير الاحترازية وفق فضلى الممارسات العالمية.
وأخذت المؤسسات المتخصصة في دولة الإمارات، وبتوجيه من قيادتنا الرشيدة، على عاتقها أن تكفل أعلى مستويات السلامة لأفراد المجتمع كافة، مواطنين كانوا أو مقيمين؛ حيث يجري العمل في هذه المرحلة تحديداً، على توفير الإمكانات والموارد اللازمة كافة لإنجاح حملة التشجيع على التطعيم، وبهذا الخصوص أفاد الدكتور حسين الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد للعيادات والمراكز الصحية، رئيس اللجنة العليا للوائح الصحية لمكافحة الجائحات، بأنه تم تعيين 300 ممرضة وممرض للمشاركة في حملة إعطاء لقاح «كورونا» المستجد، كما بلغ عدد المراكز والأماكن التي توفر اللقاح للراغبين 113 مكاناً ومركزاً، موزعة على 6 إمارات، بما يسهّل وصولهم إليها ويمكّنهم من التعامل مع فرق طبية متخصصة تتابع حالتهم الصحية بشكل مباشر وسلس.
إن كل الاهتمام الذي أبدته دولة الإمارات تجاه مواجهة الجائحة، جعلها تحقق العديد من النجاحات، بدءاً بتبوئها المركز الأول عالمياً من حيث عدد الفحوصات مقارنةً بعدد السكان، وليس انتهاءً بحصولها على المرتبة الثانية عالمياً في قائمة الدول الأكثر تطعيماً لسكانها ضد الفيروس بجرعة واحدة، بحسب الموقع العالمي «وورلد إن داتا»؛ ليؤكد ذلك كله حجم ونوعية الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الحكيمة للتعامل مع تداعيات انتشار الفيروس، والتوجيه نحو اتباع أنجع الوسائل وأكثرها تقدّماً في السيطرة عليه، من دون إغفال أهمية أن ينظر الفرد إلى نفسه باعتباره مسؤولاً عن حماية نفسه وأهله ومجتمعه من الإصابة، وشريكاً أساسيّاً في دعم جهود الدولة في المرحلة الحالية، من خلال تكثيف الإقبال على تلقّي اللقاحات، الأمر الذي يسهم في المحصلة في تحويل الدولة إلى نموذج يحتذى به في كفاءة المنظومة الصحية وتنافسيتها العالمية.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية