يحظى أصحاب الهمم باهتمام كبير من قبل دولة الإمارات، التي قدمت العديد من المبادرات لدعمهم ورعايتهم بشكل شامل ومتكامل، ما يعكس الطابع الإنساني لسياسة الدولة ورقي سلوكها وتحضره. ولا تدّخر قيادتنا الرشيدة جهدًا لتوفير بيئة أكثر استجابة لاحتياجاتهم الخاصة على نحو يعزز عملية تمكينهم وتفعيل دورهم في المجتمع، ويوفر نمط حياة أكثر سهولة ويسراً لهم؛ لممارسة أنشطتهم من دون عوائق، وهذا الاهتمام الكبير بأصحاب الهمم جعل من دولة الإمارات نموذجاً ملهماً في دمج هذه الفئة الاجتماعية، ووفر لها الفرص المواتية لكي تقوم بدور فاعل ومؤثر في كل مجالات الحياة. 
ويندرج اهتمام دولة الإمارات بأصحاب الهمم ضمن اهتمامها بالإنسان وسعيها الدائم إلى توفير كل مقومات الحياة الأساسية والكريمة له، وهو اهتمام لازَم الدولة منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان يؤكد في كل مواقفه وأحاديثه وتصريحاته، أن الإنسان هو الثروة الحقيقية لأي دولة، وأن النهوض به من خلال تقديم كل أوجه الرعاية والدعم له، هو أساس نهضة الدول والمجتمعات، وهو الشرط الأول لتحقيق هذه النهضة. 
وفي إطار هذا الاهتمام المتواصل للدولة بهذه الشريحة الاجتماعية العزيزة، حددت دائرة تنمية المجتمع 6 مبادرات ستُنفّذ مع عدد من الجهات الحكومية لإمارة أبوظبي، بهدف تعزيز الوصول الشامل إلى مختلف فئات أصحاب الهمم، ووصولهم إلى كل المرافق ووسائل النقل، وتهيئة البيئة المناسبة التي تمكّنهم من التحرك بسهولة في مختلف أرجاء الإمارة. 
وتشمل المبادرة الأولى، الوصول الشامل إلى المباني والمرافق ووسائل النقل والمساكن من خلال مراعاة تصميم المباني لاحتياجات أصحاب الهمم وشؤونهم اليومية، وأن تكون وسائل النقل قادرة على تلبية تطلعاتهم. بينما تتضمن المبادرة الثانية، الوصول الشامل للأنظمة والخدمات الإلكترونية، بهدف تمكين أصحاب الهمم من الاستفادة من الخدمات الذكية التي تطرحها الجهات الحكومية. وتشمل المبادرة الثالثة، الوصول الشامل إلى البرامج الرياضية الدامجة، من خلال تفعيل دمج أصحاب الهمم في الأنشطة الرياضية، حيث تسهم هذه الأنشطة في تعزيز مستويات الوعي الصحي لديهم ضمن برامج نوعية مهمة. وتتضمن المبادرة الرابعة، ضمان الوصول الشامل إلى البرامج الثقافية والترفيهية والسياحية الدامجة. في حين تتضمن المبادرات الأخرى توفير رحلات سفر جوي دامجة لأصحاب الهمم، إضافة إلى رحلات السفر البحرية، من خلال مراعاة وسائل النقل البحرية والجوية للاحتياجات الخاصة بأصحاب الهمم.
ومما لا شك فيه أن هذه المبادرات الجديدة تندرج ضمن الاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم، وفي الوقت الذي تعكس فيه تواصل اهتمام الدولة بتقديم رعاية فائقة لأصحاب الهمم، فإنها تعد قفزة نوعية في مسيرة تمكين هذه الشريحة الاجتماعية التي يجب أن تحظى بكل اهتمام ورعاية، وهو أمر موجود بالفعل في دولة الإمارات، وتوفير نمط حياة أكثر سهولة بالنسبة إليهم وتعزيز عملية اندماجهم في المجتمع بشكل أوسع وأكثر عمقاً، كما ستعزز هذه المبادرات مشاركة أصحاب الهمم في مختلف البرامج الرياضية والثقافية والاجتماعية، بشكل يوسّع من إسهاماتهم في نواحي الحياة كافة.
إن أصحاب الهمم يحظون بكل رعاية وتقدير في دولة الإمارات، وتواصل مؤسسات الدولة المعنية، في ظل توجيهات قيادتنا الرشيدة، العمل على تعزيز جودة الخدمات المقدمة لهم وتعزيز عملية اندماجهم في المجتمع، الأمر الذي كان له مردوه الكبير حيث وفّر لهم بيئة حاضنة ومحفزة، وهذا ما أتاح لهم أن يكونوا شريحة اجتماعية فاعلة، أفادت الدولة في العديد من المجالات، وكانت إضافة مهمة إلى الموارد البشرية التي نمتلكها، والتي تعدّ العمود الفقري لعملية التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية