فلذات أكبادنا الأبناء الطلبة يتعلمون عن بُعد في ظل هذا الظرف الكوروني. التعلّم من خلف الشاشة بات اعتيادياً الآن بعد مضي أكثر من 9 أشهر. تجربة جديدة خاصة على أولياء أمور التلاميذ،. خاصة في المراحل الأولى من المسار التعليمي. لا شك أنه تحدٍ جديد فرضته ظروف الجائحة، لكن الأهم الاستجابة التي من خلالها استطاع أولياء الأمور، التفاعل ومساندة أبنائهم وبناتهم، من أجل استمرار العملية التعليمية.
ما يلفت الانتباه هو حرص أولياء الأمور على تحسين مهاراتهم وتوسيع اهتماماتهم، كي يكونوا أكثر جاهزية لمساعدة أبنائهم. بعض الآباء والأمهات، كثفوا متابعاتهم لتفاصيل العملية التعليمية، كي تصبح لديهم القدرة الكافية لتقديم الدعم التربوي لأطفالهم داخل المنزل. ويبدو أن هذا المشهد يعزز الروابط بين الآباء والأبناء في هذه الظروف، ويجعل التلاميذ أكثر إدراكاً لدور ذويهم في توفير ما يمكن تسميته منصة منزلية ملائمة للدراسة عن بُعد. 
الابن التلميذ بات خاضعاً لجناح أهله على منصة التعلّم، ومن المأمول دوماً أن تكون المخرجات والنتائج على قدر جهد وطموح المعنيين بالعملية التعليمية في جميع الظروف، كارتفاع مستوى التحصيل الدراسي لدى التلاميذ، وتعزيز شعور أولياء الأمور بالمسؤولية الأكبر، وبث الطمأنينة لدى التلاميذ.
وبناءً على تلك المخرجات المأمولة، فسنتوقف عند كل واحدة منها. «ارتفاع مستوى التحصيل العلمي»، فلا شك أن تواجد الأهل يعد عاملاً رئيسياً في التحصيل العلمي، ويأتي ذلك من خلال المساعدة التي يقدمها ذوو الطلبة لأبنائهم، ومنها المساهمة والتعاون المباشر مع التلاميذ في تنفيذ الأنشطة الصفية، والاستعداد الدائم للمشاركة الفصلية التي تسهم في ارتفاع علامات الابن التلميذ. 
والنتيجة المرجوّة الثانية تتمثل في شعور أولياء الأمور بالمسؤولية الأكبر، التي تدفعهم نحو التثقيف الذاتي لإعانة الأبناء تربوياً من حيث التواجد والمتابعة، كما أن النتيجة الثانية تكمن في إقناع أولياء الأمور بضرورة تواجدهم المعنوي لتعليم الأبناء.
ثالث النتائج المرجوّة وهي الأكثر أهمية «تعزيز الشعور بالاطمئنان الدراسي لدى الطلبة»، فإن القلق من الدراسة كان أمراً طبيعياً في البداية لدى بعض التلاميذ. أما الآن وبتواجد الأهل بالقرب منهم، ساد الاطمئنان وهيمن الشعور بالسكينة. والخلاصة أن أولياء الأمور الآن بات لهم الدور الأكبر والأمثل في ارتفاع مستوى التحصيل العلمي لدى أبنائهم، فشكراً لجميع الأهل والداعمين للتعلّم عن بُعد.