كان يوم التاسع من فبراير يوماً تاريخياً أدخل الأمل والبهجة بوصول «مسبار الأمل» إلى رحلته النهائية إلى كوكب المريخ ليس فقط في الإمارات بل لكل أهل العلم والوطنيين في منطقة، غالباً لا يُكتب عنها في الإعلام الغربي والدولي إلا أنها منطقة اضطراب ونزاعات وإرهاب وحروب. شاهدنا أخيراً هذا الإعلام يكتب عن إنجازات علمية للمنطقة تناولته أغلب الصحف والمحطات العالمية بشغف واهتمام. 
عندما تكون دولة منتجة ومتطلعة للمستقبل، ولها رؤية تنموية طموحة في وسط منطقة مشتعلة بالأحداث الدامية، المطلوب من إعلامها الكثير حتى يظهر إنجازاتها المهمة وصورتها الحقيقية للعالم. أهم ما يجب أن يقوم به أي إعلام في ظل هذه البيئة المحيطة به هو تفعيل مركز للإعلام الوطني ووضع استراتيجية لمجابهة الإعلام الهجومي السيئ. لكن لا يمكن لأي إعلام وطني مهما كانت قوته أن يعطي صورة إيجابية لأي دولة من دون وجود الجوهر الحقيقي على الأرض، فالإعلام لا يمكنه تحسين واقع سيئ لأن هذا سيكشف فيما بعد ومن ثم تفقد المصداقية الإعلامية، بل ما يجب عمله نقل الواقع المشرق الحقيقي عالمياً وهذا الأمر موجود لدى دولة الإمارات مما يسهل المهمة الإعلامية.
وقد شاهدنا ذلك في التغطية الإعلامية المتميزة لمشروع «مسبار الأمل» بجهود المؤسسات الإعلامية والمكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات. فهناك أكثر من 1.5 مليار شخص حول العالم تابعوا رحلة «مسبار الأمل» الإماراتي إلى الفضاء وأكثر من 680 مليون متابعة وتفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم. أما التغطية لوسائل الإعلام العالمية الأوروبية والأميركية هي الأكبر والأشمل من نوعها، عبر ما يزيد على 865 مادة إعلامية أعيد نشرها آلاف المرات، محققة مئات الملايين من القراءات والمشاهدات والتفاعلات.
بالرغم أن الصورة العامة لدول المنطقة سيئة في الإعلام الغربي والعالمي، فإن الدول الناجحة والمنتجة في المنطقة يمكنها أن تبرز صورتها الحقيقية من خلال اتباع مبدأ الوقاية خير من العلاج، لأنه عندما تتلوث هذه الصورة ليس هناك الكثير ما يمكن فعله، أو سيحتاج إلى جهد أطول. لذلك على الدول الناجحة أن تبرز إنجازاتها المهمة في كافة الميادين للإعلام العالمي: العلمية، والدبلوماسية، والثقافية، والاستثمارية وعندما تغرس كل هذه الإنجازات كعلامة وطنية للدولة في ذهن المشاهد ستكون أكثر صلابة في مواجهة الهجوم المغرض. 
يجب أن تكون الدول الناجحة مثل الشركات الناجحة مهتمة بالإنتاج وليس بالقصص. فوسائل الإعلام هي ناقل للخبر وليس محور جهدها السعي لسمعة أفضل. فالصحفيون يفتقرون دائماً إلى المحتوى الجيد، لذلك على الدول المهتمة بتزويدهم بكمية ونوعية جيدة من المعلومات، لأن الإعلام هو مسؤولية الجميع. النجاح في هذه المهمة لن يؤدي فقط إلى نقل الصورة الحقيقية للإعلام العالمي، بل سيثبت أن نموذج هذه الدول التنموي ناجح ولا تحتاج إلى إملاءات خارجية.
*باحثة سعودية في الإعلام السياسي