أعلنت مؤخراً شركة مودرنا عن بدء دراسة تأثير التطعيم الذي طورته الشركة على الأطفال، والذي يتمتع حالياً بتصريح استخدام طارئ على البالغين فوق سن السادسة عشر. هذه الدراسة، والتي أطلق عليها اسم (KidCOVE)، ستُجرى على حوالي 7 آلاف طفل، بين سني 6 شهور و11 عاماً.. على أن يتم تقسيمهم إلى مجموعتين، ستتلقى كل منهما جرعات مختلفة من التطعيم، المجموعة الأولى من سن 6 شهور إلى عام واحد فقط، والمجموعة الثانية من سن الثانية وحتى الحادية عشر، وبفاصل زمني 28 يوماً بين الجرعتين الأولى والثانية في المجموعتين. وفي الجزء الثاني من الدراسة، ستتم إضافة مجموعة أخرى من الأطفال، ستتلقى محلول ملح، بغرض المقارنة مع المجموعتين السابقتين اللتين ستتلقيان التطعيم الحقيقي.
وتهدف هذه الدراسة إلى تقدير مدى فعالية تطعيم مودرنا في حماية هذه الفئة العمرية من المضاعفات الخطيرة جراء العدوى بالفيروس، حيث يعتمد تطعيم مودرنا -شأنه شأن تطعيم فايزر بيونتك- على تكنولوجيا حيوية جديدة في عالم التطعيمات (mRNA). وكانت شركة فايزر قد أعلنت في يناير الماضي عن اكتمال عدد المتطوعين، أكثر من ألفين طفل، في دراسة مماثلة، وإن كانت دراسة فايزر شملت أطفالا بين سني الثانية عشر والخامسة عشر، بينما دراسة مودرنا ستشمل أطفالاً رضعاً ذوي 6 أشهر.
وعلى المنوال نفسه، تنوي شركة جونسون آند جونسون البدء في استخدام تطعيمها والمعتمد على تكنولوجيا تقليدية، على من هم دون الثامنة عشر، بداية من سبتمبر المقبل. وحالياً لا تتمتع أي من الشركات التي حصلت تطعيماتها على تصريح للاستخدام الطارئ، بتصريح مماثل للاستخدام على الأطفال، وإن كانت بعض أنواع هذه التطعيمات يسمح باستخدامها بداية من سن السادسة عشر.
وبخلاف أن الدراسات التي ستجريها تلك الشركات على الأطفال خلال الشهور القادمة، والتي تهدف في جوهرها إلى تحديد مدى فعالية تلك التطعيمات وقدرتها على تحقيق استجابة مناعية (immunogenicity)، فإنها تهدف أيضاً إلى تحديد مدى أمن وسلامة التطعيمات على هذه الفئة العمرية، والتي تختلف لحد ما فسيولوجياً وبيولوجياً عن فئة البالغين.
ورغم أن فيروس «كوفيد-19» لا يتسبب غالباً في مضاعفات خطيرة لدى الأطفال، فإن قلة قليلة منهم قد يصابون بحالة غريبة، تعرف بمنظومة الالتهاب متعدد الأجهزة، والذي يصيب فيها الالتهاب عدة أجهزة من الجسم في آن واحد.

*كاتب متخصص في القضايا الصحية والعلمية