منذ ظهور فيروس كوفيد-19 في ديسمبر 2019، وكما هو الحال مع العديد من الفيروسات التي تنتشر على نطاق واسع، ظهرت في الآونة الأخيرة عدة نسخ متحورة من الفيروس، تتشابه وراثياً لحد كبير مع النسخة الأصلية، وإن كانت في ذات الوقت تختلف نسبياً. من أهم هذه النسخ؛ النسخة البريطانية (B.1.1.7) والتي تنتشر حالياً في أكثر من 70 دولة، والنسخة البرازيلية (P.1)، والتي تنتشر حالياً في 4 دول، ونسخة دولة جنوب أفريقيا (B.1.351)، والتي تنتشر حالياً في أكثر من 30 دولة، ونسخة اكتشفت للمرة الأولى في ولاية كاليفورنيا (B.1.427) وتنتشر حالياً في 14 دولة، ونسخة ثانية ظهرت للمرة الأولى في ولاية كاليفورنيا أيضاً (B.1.429)، وتنتشر حالياً في 25 دولة.
ظهور هذه النسخ والتي تتمتع بمناعة متوسطة أو كاملة ضد الأجسام المضادة الناتجة عن تلقي الشخص لأحد أنواع التطعيمات، قد يتطلب إجراء تعديلات على الجيل الحالي من التطعيمات ضد كوفيد-19. وخصوصاً أن بعض التجارب أظهرت أن العديد من التطعيمات التي طورت للنسخة الأصلية، تتمتع بفعالية أقل في تحقيق الوقاية ضد الأعراض الناتجة عن العدوى ببعض أنواع هذه النسخ المتحورة.
وإن كان على حسب التقارير الصادرة عن هيئة الأغذية والعقاقير الأميركية، تتمتع جميع أنواع التطعيمات التي حصلت على تصريح للاستخدام الطارئ بفعالية ضد النسخ المتحورة من كوفيد-19. حيث تظهر النتائج الأولية لتطعيمات «فايزر» و«مودرنا» وقاية وحماية ضد النسخة البريطانية، كما أظهرت دراسة أن تطعيم «آسترازينكا-أوكسفورد» يحقق وقاية تتراوح ما بين 42% إلى 89% ضد النسخة البريطانية أيضاً. وعلى حسب النتائج الأولية لدراسة أخرى، أظهر تطعيم «نوفافاكس» فعالية بنسبة 96% ضد النسخة الأصلية، و86% ضد النسخة البريطانية، و60% أمام نسخة جنوب أفريقيا.
وتبعاً للأدلة والبيانات الأولية، تشير إرشادات مركز التحكم في الأمراض بالولايات المتحدة، إلى أن التطعيمات المتاحة حالياً يمكنها أن توفر قدراً من الحماية ضد الأنواع المختلفة من النسخ المتحورة. وعلى حسب رأي الخبراء، تظل الاستراتيجية الأفضل في مواجهة هذه النسخ المتحورة، هي تطعيم أكبر عدد ممكن، وفي أسرع وقت، بالإضافة إلى تفعيل وتطبيق إجراءات الوقاية الأخرى، المتمثلة في ارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي، وتجنب تزاحم وتجمع عدد كبير من الأشخاص في نفس المكان والوقت، وخصوصاً في الأماكن المغلقة.