منذ أن أُعلِن تحوّل فيروس «كورونا» المستجد إلى جائحة، قبل نحو عام من الآن، أظهرت دولة الإمارات العربية المتحدة استعداداً مطلقاً وإمكانية كبيرة في مواجهة هذا الفيروس، من خلال إجراءات احترازية دقيقة، وآليات صحية مدروسة، تمكّنت من خلالها من تقديم أفضل الخدمات الصحية في مجالات فحوص الكشف عن الفيروس وعلاجه وتقديم اللقاحات الخاصة بالوقاية منه، إضافة إلى أنها لعبت دوراً فاعلاً في التصدي للجائحة محليّاً وإقليميّاً ودوليّاً، سعيًاً إلى تعزيز صحة الأفراد، وسلامة المجتمعات.
الإنجاز الجديد لدولة الإمارات، التي تمكنت من تقديم اللقاح لأكثر من نصف عدد سكانها، من مواطنين ومقيمين، خلال الربع الأول من العام الجاري، تمثّل في إطلاق سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومعالي وانغ يي، مستشار الدولة وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، أول أمس الأحد، مشروع «علوم الحياة وتصنيع اللقاحات في دولة الإمارات»، وذلك بتدشين أول خط إنتاج وتصنيع لقاح فيروس «كورونا» في دولة الإمارات بين مجموعة «جي 42» الإماراتية ومجموعة «سينوفارم CNBG» الصينية.
وبهذه المناسبة، قال سموه: «نحتفي بما حققته شراكتنا الاستراتيجية الشاملة والخاصة من إنجازات كبيرة على مختلف الصُّعد، ونواصل العمل الذي بدأناه معاً منذ بداية جائحة (كوفيد - 19)، الذي شكّل نموذجاً رائداً للتعاون المشترك بين الدول الصديقة في مواجهة التحديات»، مؤكداً سموه أن فوائد هذا المشروع المهم لا تقتصر على البلدين فحسب، وإنما تشمل العالم أجمع، الأمر الذي يشير إلى حرص الدولة على تحويل علاقاتها الدولية وشراكاتها الاستراتيجية إلى شراكات تعمل من أجل خدمة الإنسانية جمعاء، من خلال تعزيز العمل الدولي الجماعي لمحاربة الجائحة والسيطرة على تداعياتها، بقدرات تصنيعية، تسهّل التجاوب السريع مع الطلب الدولي على اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» المستجد، لضمان سلامة الشعوب وحفظ أمن المجتمعات واستقرارها.
إن توجّه دولة الإمارات إلى تدشين هذا المشروع الخاص بإنتاج وتصنيع اللقاح المضادّ لفيروس «كورونا» يأتي في وقت تعاني فيه دول عدّة في العالم عدم القدرة على الحصول بشكل عادل على اللقاحات التي يجب، وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن «تعامَل كمنفعة عالمية عامّة»، ليبرز هنا إصرار دولتنا على أن تصبح من أبرز الدول التي تسعف العالم باللقاحات، وتسهم في تنفيذ الخطط الأممية بشأن التطعيم العالمي، التي تتطلب تضامن الدول ذات الإمكانات المتقدمة لمواجهة الفيروس الذي يفتِك، في هذه المرحلة، بصحّة الملايين وأرواحهم في العالم.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية