كوفيد-19 طويل المدى، أو منظومة كوفيد-19 المزمنة (Chronic COVID Syndrome)، هي حالة نظرية، يعتقد أنها تتميز بتبعات طويلة المدى، تستمر بعد انتهاء فترة النقاهة التالية للإصابة بفيروس كوفيد-19. بمعنى، أن المصابين بالفيروس، بعد شفائهم، واكتمال نقاهتهم، يظل بعضهم يعاني من أعراض متنوعة ومتعددة لفترة طويلة. هذه الأعراض قد تشمل الشعور الدائم بالإرهاق، والصداع، وقصر النفس، وفقدان حاسة الشم، ووهن وضعف العضلات، والحمى المنخفضة، وأحياناً تراجع القدرات العقلية الذهنية.
طبيعة هذه الأعراض، ونسبة من يصابون بها، غير معروف، ويختلف بشكل كبير على حسب التعريف المستخدم، والمجموعة السكانية التي تتم دراستها، وطول فترة الدراسة. فتبعاً لمسح مبدئي أجراه مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني، يقدر أن 10% ممن تم تشخيص إصابتهم، يظلوا يعانون من عرض أو أكثر من الأعراض السابقة، لفترة تزيد عن 12 أسبوع.
وفي ظل حقيقة أن عدداً من الدراسات لا زالت تبحث في الجوانب المختلفة للكوفيد طويل المدى، من المبكر وضع تعريف محدد لهذه الحالة، أو استخلاص نتائج واضحة لآليات وميكانيزمات حدوثها. وإنْ كان هذا لم يمنع بعض نظم الرعاية الصحية في دول مختلفة، من توجيه بعض المصادر لرعاية هؤلاء المرضى من خلال عيادات متخصصة.
ومؤخراً تواترت بعض التقارير بأن من يعانون هذه الحالة، تختفي أعراضهم، ويعودون لحالتهم الصحية السابقة قبل العدوى، بعد تلقيهم جرعات التطعيمات المتاحة الحالية. ويعتقد البعض أن هذا التأثير هو نتاج نجاح التطعيم في تحفيز جهاز المناعة من خلال الخلايا المتخصصة والأجسام المضادة، مما يساعد الجسم على التخلص النهائي من بقايا الفيروس التي قد تكون مختزنة في الأنسجة والأعضاء بعد الشفاء، وربما تكون مسؤولة عن استمرار الأعراض. هذه التقارير والتفسيرات، بما في ذلك تأثير التطعيمات على منظومة كوفيد19 المزمنة، لم تؤكدها بعد بشكل قطعي الدراسات العلمية، حالها في ذلك حال من الأساس.

فحتى وقتنا هذا، ومن المنظور الطبي، لا زالت هذه الحالة غير محددة المعالم أو الصفات، ومن غير المفهوم الأسباب خلف حدوثها، كما أنه لا توجد معايير محددة لتشخيصها، ولذا ينظر إليها على أنه مرض غير معروف السبب، ويتم تشخيصها من خلال استبعاد جميع الأسباب والأمراض الأخرى المعروفة التي قد تؤدي لأعراض وعلامات مشابهة.