استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة المحافظة على المركز الأول عربيّاً والـ22 عالميّاً في مؤشر «أفضل الدول لعام 2021»، الصادر أخيراً عن شبكة «يو إس نيوز أند وورلد ريبورت» الإعلامية الأميركية، وهو مؤشر يقيس أداء 78 دولة، بخصوص توجهاتها الناجحة في الدفع قُدُماً في مؤشرات التجارة والاستثمار والتأثير المباشر في اقتصاداتها الوطنية في ظِل جائحة كورونا، ما يشير إلى فاعلية خططها الاقتصادية التي تعاملت مع تداعيات الجائحة، وقدرتها على تجاوز التحديات التي عصفت باقتصادات العالم كافة خلال العام الماضي.
كما يؤكد تبوؤ الدولة مرتبة الصدارة العالمية في التصنيفات الفرعية، للعام الثاني على التوالي في النمو، تميز نموذجها الاقتصادي القائم على المرونة واستشراف المستقبل، فنالت هذه المرتبة نتيجة توافر مجموعة من المزايا، أبرزها القوة الشرائية للفرد والتكافؤ في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي. وإضافة إلى ذلك، حلّت دولة الإمارات في المركز العاشر عالميّاً في التأثير، وهو مؤشر يقيس عناصر التأثير الاقتصادي والسياسي وقوة القيادة السياسية للدولة، والقوة العسكرية والتحالفات الدولية. فيما حلّت في المركز الـ12 عالميّاً من حيث التأثير الثقافي.
وفي دلالة على قدرتها على تعزيز مكانتها التنافسية في المجالات الاقتصادية، تمكنت دولة الإمارات في المؤشر نفسه من تبوؤ المركز الـ20 عالميّاً في التصنيف المتعلق بريادة الأعمال، نتيجة توافر مجموعة من المزايا الخاصة بسهولة الوصول إلى رؤوس الأموال والبنى التحتية المتطورة وشفافية الممارسات التجارية والقوى العاملة الماهرة والابتكار وتوافر الخبرات التقنية والأطر التشريعية المتطورة، وخصوصاً في القطاعات ذات الأولوية، كالبنية التحتية والنقل والتصنيع وإنتاج واستهلاك الغذاء والتكنولوجيا وغيرها. 
وفضلاً عن ذلك، حازت الدولة المرتبة الـ21 في المرونة، في مؤشر استجابتها للأزمات والمتغيرات، الأمر مكّنها من إنجاز نجاحات ملهمة رغم تحديات الجائحة.
كل تلك النجاحات التي حققتها دولة الإمارات في التصنيفات الاقتصادية انعكست على مكانتها في المؤشرات الاجتماعية كذلك، حيث حازت الدولة في مؤشر «أفضل الدول لعام 2021» المرتبة الـ24 عالميّاً في جودة الحياة، والذي يقيس جودة سوق العمل وتوافر الوظائف والاستقرار السياسي والاقتصادي، وضيق الفجوة بين المداخيل والرفاه وتطور النظام التعليمي والصحي، الأمر الذي يؤكد أن دولتنا استطاعت خلال الأعوام الخمسين الماضية تحقيقَ إنجازات كبرى ستأخذ بها إلى خمسين عاماً مقبلة من الريادة والازدهار في مجالات وقطاعات أكثر تطوراً، اقتصاديّاً واجتماعيّاً وتعليميّاً وصحيّاً، محقِّقة المستحيل في سباقها نحو المستقبل بثقة وكفاءة واقتدار وهمّة عالية.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.