وفي غمرة الكآبة العامة المتعلقة بتغير المناخ، يقدم ازدهار الطاقة النظيفة بصيص أمل نادر وأيضاً درجة من الحماس. فمزاعم الصناعة الجريئة يدعمها توجهات أكثر جرأة. فعلى مدار العقدين الماضيين، جاءت تقديرات الخبراء متواضعة دوما فيما يتعلق بالتراجع في الأسعار والتحسن في الأداء وسرعة تبني الطاقة المتجددة. لكن الوقود الأحفوري يتزايد كلفة كلما استخرجنا منه أكثر، أما الطاقة المتجددة فتقوم على التكنولوجيات التي تتقلص كلفتها كلما أكثرنا من انتاجها. وهذا يخلق دائرة حميدة، فهناك تقلص مستمر في تكلفة ألواح توليد الطاقة الشمسية ودوارات الرياح والبطاريات والتكنولوجيات المتعلقة بإنتاج طاقة نظيفة، ومن ثم، نواصل استخدام المزيد منها، وبقيامنا بهذا يتزايد حجم التصنيع مما يقلص الأسعار أكثر وهكذا. 
وأخبرتني «جيني تشيس»، الخبيرة في قطاع الطاقة الشمسية بمركز «بلومبيرج إن. إ. إف» البحثي المتخصص في الطاقة، أنها حين بدأت عملها عام 2005 كان أكثر سيناريوهاتها تفاؤلاً هو أن أشعة الشمس قد تولد في نهاية المطاف ما قد يصل إلى 1% من كهرباء العالم. وفي ذاك الوقت، لم تكن الطاقة الشمسية تساهم بشيء في الأساس في مزيج الطاقة العالمية، ولذا كان أي قسط ولو صغير للغاية يبدو جيدا للغاية. ولكنها كانت بعيدة عن الصواب مثل كثيرين آخرين بما في ذلك الوكالات الحكومية. فقد تجاوزت الطاقة الشمسية نسبة 1% من توليد الكهرباء العالمية في منتصف العقد الماضي. وتقدر «تشيس» أن الطاقة الشمسية تمثل حاليا 3% على الأقل من كهرباء العالم، أي ثلاثة أمثال ما توقعت احتمال حدوثه. 
وفي توقعات نُشرت في وقت متأخر العام الماضي، قدرت «تشيس» وزملاؤها في «بلومبيرج أن. إ. إف.» أنه بحلول عام 2050 سيجري إنتاج 56% من كهرباء العالم من الرياح وطاقة الشمس. لكنهم يقولون الآن إن التوقعات عفا عليها الزمن ومنخفضة للغاية. بل جاء في تقرير جديد لـ «مبادرة تعقب الكربون»، وهو مركز بحثي غير هادف للربح يدرس اقتصاديات الطاقة النظيفة، أن «حقبة الوقود الأحفوري قد انتهت». وصرح كينجزميل بوند المفكر الاستراتيجي في الطاقة في المركز أن الانتقال للطاقة المتجددة سيغير العلاقات الجيوسياسية والاقتصاد العالمى بمستوى يعادل ما أحدثته الثورة الصناعية. 
وأشار بوند إلى أن أكبر حقل للنفط في العالم موجود في المملكة العربية السعودية وهو حقل الغوار بقدرة إنتاجية تبلغ نحو 4 ملايين برميل من النفط في اليوم. وأوضح أنه إذا حولنا إنتاج الحقل إلى كهرباء فإننا نحصل على بيتاوات واحدة في الساعة على مدار العام. وهذا يكفى اليابان تقريبا، بينما طلب العالم من الكهرباء سنويا يبلغ 27 بيتاوات على الساعة. ويشغل الحقل النفطي مساحة كبيرة تبلغ ثلاثة آلاف ميل مربع. وقريبا قد يبدو من الجنون استخدام مساحة كبيرة من الأرض المشمسة في حقل نفط. ويرى بوند أنه إذا وضعنا ألواح توليد الطاقة من الشمس في هذه المساحة، يمكننا توليد أكثر من«بيتاوات» واحدة على الساعة على مدار العام، أي أكثر مما نحصل عليه من حقل النفط. 
والنفط سينفد يوماً ما بينما ستظل الشمس متجددة هنا وفي كل مناطق العالم. ويقول بوند إن المملكة العربية السعودية وحدها هي من لديها حقل الغوار العملاق، لكن مع توافر الطاقة الشمسية، تستطيع كل دولة في العالم تقريبا توليد بيتاوات واحدة في الساعة دون تعريض الكوكب للخطر، لكن مازال هناك عقبات في طريق مستقبل الطاقة المتجددة. وأكثرها وضوحا هو البنية التحتية المطلوبة لاستغلال كل هذه الطاقة الكهربائية مثل إقامة شبكات طاقة أكثر قوة والتحول إلى الطاقة الكهربائية في كل شيء، من السيارات إلى الناقلات البحرية. 
ويجادل «سول جريفيث»، وهو مبتكر وحاصل على زمالة مؤسسة ماكآرثر، بأن «كثيرا من العراقيل أمام مستقبل الطاقة النظيفة متعلق بالنظام والبيروقراطية وليس بالتكنولوجيا». ويتوقع «جريفيث» أن التحول سيمثل انتعاشاً اقتصادياً هائلاً مع توقع كثير من المحللين زيادة كبيرة في الوظائف وتقلصا في أسعار الطاقة، لكن إذا أردنا تفادي بعض من أكثر التوقعات كارثية بشأن ارتفاع حرارة الكوكب، فعلينا تحقيق التحول بسرعة أكبر. ويطالب «جريفيث» بمراجعة شاملة لسياسات الطاقة لتقليص الكلفة الإدارية في توسيع الطاقة المتجددة. ولن يكون هذا سهلاً، فصناعة الوقود الأحفوري تتصدى فعليا لصعود الطاقة المتجددة، لكن أقصى ما يستطيعه هذا التصدي هو إبطاء التقدم. فاقتصاد الطاقة الخالي من الكربون قادم، سواء أحبت شركات النفط والفحم هذا أو كرهته. 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
Canonical URL: https://www.nytimes.com/2021/04/29/opinion/wind-solar-power.html