تقدِّم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً خلّاقاً في إظهار الجوهر الحقيقي للدين الإسلامي، وإبراز الفضائل الأخلاقية الثرية التي تنطوي عليها تعاليمه وأحكامه، ومن بينها قيم العطاء والتعاون والتراحم والتكاتف الإنساني، ومد يد العون إلى كل المحتاجين في العالم. وكانت حملة «100 مليون وجبة»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، تجسيداً للنجاح في هذا المسعى الذي تتبنّاه دولة الإمارات، وتعمل من أجل تحقيقه.
ففي أجواء شهر رمضان المبارك، كانت الحملة فرصة لاستثمار الروحانيات والصفاء الإيماني والرغبة الصادقة في تزكية النفس لإنقاذ ملايين الناس حول العالم من براثن الجوع، وإيقاف شبح الموت الذي يطاردهم من دون رحمة. وكانت الاستجابة الهائلة دليلاً جديداً على عمق ما غرسته دولة الإمارات من قيم الخير والبذل والعطاء، إذ نجحت الحملة في توفير 216 مليون وجبة مع قرب انتهاء الشهر الفضيل بدلاً من 100 مليون وجبة كما خُطّط له بدايةً، وتسابق أبناء الدولة والمقيمون على أرضها للتبرع من أجل تحقيق هدفها النبيل.
وفضلاً عمّا سبق، يعود نجاح الحملة إلى عوامل عدة على رأسها صدور الدعوة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «رعاه الله»، بما له من رصيد في العمل الإنساني وأيادٍ بيضاء في كل مكان من العالم، وما اكتسبته الحملة بفضل ارتباطها بسموه من مصداقية وموثوقية. ويلي ذلك عامل رئيسي آخر، وهو الكفاءة الإدارية والتنظيم الجيد الذي أصبحت دولة الإمارات عنواناً له، الأمر الذي ضَمِن لكل الخطوات أن تتم كما هو مخطط لها، وأن تسير مراحلها المختلفة بيسر وسلاسة.
وارتكز النجاح أيضاً على شراكة وثيقة مع المؤسسات المحلية والدولية المعنية بمواجهة الجوع في العالم، وهي شراكة طوّرتها دولة الإمارات طوال عقود من العمل الخيري الذي تُسهم فيه مؤسسات ومنظمات خيرية عديدة في الدولة، تغطي أعمالها طيفاً واسعاً من المساعدات في كل المجالات، تصل إلى كل دول العالم.
وكان للإعلام الوطني كذلك دوره المهم في نجاح الحملة الذي تجاوز هدفها الأوليّ، من خلال إبقائها حيّة في أذهان الجمهور، ومنحها ما يليق بها من اهتمام. وقد ساعد ذلك في توسيع قائمة الدول التي استهدفتها الحملة من 20 دولة إلى 30 دولة، وزيادة عدد المستفيدين منها، وهم ضمن الفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً إلى المساعدة. ولذا فإن نجاح حملة «100 مليون وجبة» هي ملحمة عمل وطنية تستحق الفخر والتقدير.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية