الاستقرار هو المصلحة الحقيقية لجميع الدول، وهذا ما أثبتته التجارب البشرية على مر العصور. فالازدهار مرتبط بتحقيق الاستقرار في أي بلد كان، وحالة الحروب المباشرة وغير المباشرة والتصعيد والعدوان.. كلها تؤثر على الشعوب بشكل مباشر، فبدل البناء يتم الهدم، وبدل التقدم والتطور يعود البلد وشعبه سنوات إلى الخلف. لذلك فنحن مع السلام أينما يحل ومع تغليب العقل في حل الأزمات بدل تصعيدها.
وفي خضم الأزمات التي تغرق فيها دول عربية، من سوريا إلى لبنان والعراق وليبيا فاليمن، يبرز الملف الأصعب الذي لا يزال حتى الساعة من دون حل، وهو الملف الفلسطيني، ليتصدر من جديد ويؤكد أن حالة المهادنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وعدم إيجاد حلول جذرية للأزمة في هذه البقعة الهامة في الشرق الأوسط سيجلب الخراب والدمار، وأنه حان الوقت لتحركات جدية من المجتمع الدولي لوضع حلول دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وضمان أمن واستقرار الطرفين عبر سلام دائم نهائي، لعل هذه المنطقة تنهي الحروب وتلتفت للعمل البناء والتطور والنهوض.
بدايةً، وقبل كل شيء، موقف دولة الإمارات الثابت من القضية الفلسطينية واضح وصريح، فقد قدّمت الدولة وما تزال تقدم يدَ المساعدة للأشقاء الفلسطينيين، وتعمل مع الأطراف الفاعلة لإيجاد حل شامل وجذري يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وهذا الموقف مستمر منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كما تدعم السلامَ الشامل في منطقة الشرق الأوسط وإنهاءَ الصراع المستمر.
وفي الأيام الأخيرة شهدنا تصعيداً خطيراً في القدس والضفة الغربية ومدن إسرائيلية عدة، بالإضافة إلى غزة، وهذا مؤسف للغاية، فالاعتداء على الأطفال والعزل من الطرفين أمر مرفوض تماماً. وفي الوقت الذي ندعم فيه حقوق الفلسطينيين ونتضامن معهم، نشجب موت الأبرياء ونندد بموت النساء والأطفال واستمرار شلال الدم. لكن ما الذي يحدث ولمصلحة من؟ 
هناك أطراف مسؤولة عن التصعيد وتسعى لتحقيق مكاسب من ورائه، فالساسة في إسرائيل يسعون لتشتيت الأنظار عن مشاكلهم وصراعاتهم عبر تصدير تلك الأزمات للخارج، كما يسعون لكسب ثقة وتأييد المستوطنين. وفي الطرف الآخر هناك «حماس» في غزة، والتي سارعت إلى الانضمام لحفلة المكاسب بغية تخفيف الضغط عليها ومحاولة تقديم نفسها كمدافع عن حقوق الفلسطينيين، فيما الحركة وقادتها يسعون أساساً لتحقيق مكاسب سياسية في الداخل الفلسطيني وفي المحيط العربي.
هل التصعيد هو الحل؟ بكل تأكيد إن التصعيد ليس حلاً على الإطلاق، فربما لو استمر الفلسطينيون في تظاهرات سلمية كما بدأت، لكسبوا تعاطفاً دولياً كبيراً، وهذا ما حدث في بداية الأزمة في القدس. وقد تصدّرت صور المقدسيين وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماع، لكن حركة «حماس» دخلت على الخط بتحفيز من إسرائيل، لكي تظهر نفسها كحامية للحمى وكمدافعة عن حق الفلسطينيين! وطبعاً تتمة المشهد معروفة، حيث ستدخل الحركة في مفاوضات ثم توضع الشروط والمكاسب على الطاولة وتنهي هذا الملف. 
لكل ذلك، لا بد أن تسعى الدول المحبة لفلسطين، وليست الباحثة عن مكاسب أو الهادفة لتلميع صورتها فقط، أن تبحث داخل الإطار العربي العام عن حل جذري للصراع، وهذه المرة بشكل موحد. فهذه القضية المحورية يجب حلها، ويجب أن يتحقق السلام العادل والشامل، فالتاريخ علمنا أن هذه الأزمات التي تحدث بين فترة وأخرى يدفع ثمنها الأبرياء فقط، أما باقي الأطراف فيتفاوضون ويعلنون هدناً قصيرة ويحصلون على مكاسبهم ثم يديرون ظهورهم للشعوب. لذلك لا بد من حل جذري ودائم. فالسلام أهم وفوائده أعم على الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهذا النفع سيمتد إلى جميع شعوب المنطقة.. فالسلام هو الحل.