على مدى ثمانية أجيال، ومنذ القرن الثامن عشر، كانت عائلة «توم هوارد» تصطاد المحار النضر من المسطحات الطينية في جزيرة ميرسي، حيث تشتهر هذه الجزيرة، التي تقع عند مصب النهر على بعد 75 ميلاً شمال شرق لندن، بمحارها المميز.
كما كانت عائلة هوارد، التي تدير متجراً للمحار في لندن وسوقاً صغيراً في الجزيرة، تقوم بتصدير الرخويات إلى العديد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، إلى أن تسبب خروج بريطانيا من الاتحاد، ضمن عملية بريكست المعروفة، في حدوث أضرار كبيرة أصابت هذه الصناعة. فقد فرض الاتحاد الأوروبي حظراً على واردات المحاريات الحية من المملكة المتحدة، ومنذ ذلك الحين توقفت تجارة المحار.
كان أسطول الصيد البريطاني من أعلى الأصوات في المعسكر المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لكن ليس السيد هوارد، الذي عارض فكرة مغادرة الاتحاد الأوروبي، والذي يقول: «إن التأثير السلبي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيشمل أيضاً صناعة المحار ولسنوات عديدة».
ويعتبر الإشراف على مصبات الأنهار أمراً مهماً بالنسبة لعائلة هوارد. فهي تمتلك 14 فداناً من الضفاف الطينية، حيث تكون طبقات هذه الضفاف غنية بالمغذيات التي تستقر فيها البيوض وتصبح محاراً. تقوم عائلة هوارد بصيد المحار يدوياً أو تستخدم جرافة إذا كانت عميقة وبعيدة عن متناول اليد، وتعيد منه ما لم يتم نموه بالكامل. يحب السيد هوارد حقيقة أنه يقوم بنفس العمل الذي قام به أسلافه. وهو يقول: «لقد تغير العالم كثيراً، ومع ذلك فإن ما نفعله بالكاد تغير. أجد ذلك أمراً متواضعاً بشكل لا يصدق».


*صحفي مقيم في لندن
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»