واشنطن وبلقان القرن
 «ذي كوريا تايمز»


أول أمس، وتحت عنوان «الولايات المتحدة تظل قوة لا يستغنى عنها»، نشرت «ذي كوريا تايمز» مقالاً ليوشكا فيشر، وزير خارجية ألمانيا ونائب المستشار من 1998 إلى 2005، وزعيم حزب «الخضر» الألماني لما يقرب من 20 عامًا. فيشر استنتج أن الشرق الأوسط يثبت ُأنه أصبح بلقان القرن الحالي. وكما في يوغوسلافيا السابقة إبان تسعينيات القرن الماضي، فإن أميركا هي القوة العالمية أو الإقليمية الوحيدة القادرة على ضمان السلام الإقليمي - أو على الأقل منع ونشوب حرب شاملة. تود روسيا أن تتولى هذا الدور، لكنها لا تستطيع ذلك. 

أما بالنسبة للصين، فلا مصلحة لها في تولي دور أميركا في الشرق الأوسط،. ماذا عن أوروبا؟ على الرغم من أنها ستكون إحدى الضحايا الرئيسين لزعزعة الاستقرار الإقليمي، إلا أنها لم تعد قوة لا يستهان بها، وبالتالي قللت من مشاركتها في توفير الموارد المالية استجابة للأزمة الأخيرة. مع ذلك، تلعب أوروبا دورًا داعمًا مهمًا. هذا يترك الولايات المتحدة فقط على الرغم من أخطاء السياسة الخارجية السابقة، فهي الدولة الوحيدة التي تتمتع بالعقلية السياسية الضرورية والقوة التكنولوجية والاقتصادية والعسكرية لممارسة تأثير معتدل في المنطقة. قد تكون أسوأ نتيجة للنظام الدولي هي استمرار ميل الولايات المتحدة نحو العزلة الذاتية. لقد أثبتت رئاسة ترامب بالفعل مدى خطورة ذلك.


أستراليا وأفغانستان

«سيدني مورنينج هيرالد»
«على أستراليا ألا تتخلى عن حلفائها الأفغان»، هكذا عنونت «سيدني مورنينج هيرالد» افتتاحيتها معلقة علي أصداء غلق السفارة الأسترالية في أفغانستان.  صحيح أن الهجمات الانتحارية الأخيرة في كابول مروعة، ولكنها لم تكن أسوأ مما كانت عليه في فترات سابقة من الصراع، وهناك دبلوماسيون من دول أخرى يتجولون داخل مجمعاتهم في أفغانستان. وحسب الصحيفة، عندما شكك «ديف شارما»، النائب عن «وينتوورث»، في إغلاق السفارة الأسترالية الأسبوع الماضي، قالت وزيرة الخارجية ماريز باين إن القرار استند إلى نصائح أمنية. وقالت إن الدبلوماسيين سيواصلون العمل من السفارات في الدول المجاورة. وتقول إن الإغلاق مؤقت وتأمل في إعادة فتح السفارة. لكن النشاط الدبلوماسي الأسترالي على الأرض سيعاني حتماً نتيجة الإغلاق، ومن منظور أفغاني، يبدو أن أستراليا تستقيل عندما تصبح الأمور صعبة بدلاً من الوقوف جنبًا إلى جنب مع حليف.
يجب أن تُظهر أستراليا أيضًا ولاءً أكبر للأفغان الذين عملوا جنبًا إلى جنب مع القوات الأسترالية كمترجمين والذين تستهدفهم حركة «طالبان» الآن بأعمال انتقامية. أعلنت بريطانيا مؤخرًا أنها ستسرع إصدار التأشيرات لنحو 1500 مترجم أفغاني وعائلاتهم، بينما سمحت أستراليا بتأشيرات لقرابة 600 مترجم فوري منذ عام 2013 لكنها لم تتبع النهج البريطاني حتى الآن. ومن الواضح أن  إغلاق السفارة الأسترالية سيؤدي إلى  زيادة التأخير في معالجة التأشيرات.
وترى الصحيفة أن المزاعم بأن القوات الخاصة الأميركية ارتكبت جرائم حرب خلال فترة وجودها في أفغانستان تلقي بظلالها على مشاركة أستراليا في هذه الحرب الطويلة والمروعة.  واختتمت بعبارة (يجب ألا نزيد من تشويه موقفنا من خلال ترك حلفائنا وهم في مأزق).
 نورد ستريم 2
«جابان تايمز»
تحت عنوان «بايدن يأتي باللعبة إلى مجموعة السبع»، كتب «ميلفون كراوس»، أستاذ الاقتصاد بجامعة نيويورك مقالاً في «جابان تايمز» اليابانية، أشار خلاله إلى أنه لسنوات سخَر بايدن من مشروع (نورد ستريم 2)، الذي ينقل العاز الطبيعي الروسي من بحر البلطيق عبر أنبوب يصل إلى ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية، وسبق وأن وصف بايدن المشروع بأنه «صفقة سيئة لأوروبا»، بحجة أنه يُعرّض أمن القارة للخطر، ولا سيما أمن بولندا وأوكرانيا ودول البلطيق، كما إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين أشار خلال جلسات الاستماع الخاصة بتثبيته في يناير الماضي إلى إن الإدارة القادمة «مصممة على بذل كل ما في وسعها لمنع» استكمال خط الأنابيب.
«كراوس» يرى أن جهود الولايات المتحدة لإفشال (نورد ستريم 2)، كان من الممكن أن توجه ضربة قاتلة للتحالف عبر الأطلسي، لأن حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعتبر الغاز الروسي خطوة للتخلص التدريجي من الفحم. في تحول غير متوقع، تنازلت الولايات المتحدة الشهر الماضي عن العقوبات المفروضة على الشركة التي تبني خط الأنابيب، وبعدها تحدث وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن «العلاقات الممتازة حقًا التي أقمناها مع إدارة بايدن».