حققت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال مسيرتها منذ التأسيس في عام 1971، إنجازات ريادية كبرى، رفعت اسمها عاليًا بين الأمم ووضعتها في مكانة متقدمة على الصعد كافة، ليؤهلها ذلك كلّه بانتخاب الجمعية العامة للأمم المتحدة لها لعضوية مجلس الأمن للفترة من 2022 إلى 2023، في دلالة على الثقة الدولية بإمكانياتها في تحقيق آثار إيجابية في نشر قيم السلم والأمن الدوليين، وما حققته دبلوماسيتها الناعمة على المستويين الإقليمي والدولي، من حضور رائد إنسانيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا.
المتأمل لمسيرة نجاحات دولة الإمارات عالميًّا، يلحظ براعتها في تحقيق مجموعة من المنجزات على الصُّعُد الإنسانية، فقد حملت راية السلام العالمي والحوار المشترك بين الأديان والحضارات، باحتضانها «وثيقة الأخوّة الإنسانية»، خدمةً للإنسانية جمعاء على مستوى العالم. وجسّدت على المستوى الوطني ثقافة التسامح والتعايش بصورة ناصعة، لكونها تحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية من أعراق ولغات وأديان مختلفة، إضافة إلى دورها الإنساني الكبير في أثناء جائحة «كورونا»، حين واصلت إرسال شحناتها الطبية والغذائية بآلاف الأطنان إلى العديد من الدول.
أما على صعيد التميّز الاقتصادي، فقد تبنت دولة الإمارات استراتيجيات تقوم على التنويع والتحول إلى اقتصاد المعرفة، وهو ما أهَّلها لتكون أول دولة عربية، والخامسة على العالم تصل إلى المريخ، بمسبار الأمل المصنوع بأيدٍ إماراتية خالصة، إضافة إلى إرسالها أول رائد فضاء عربي إلى محطة الفضاء الدولية، ضمن بعثة الفضاء الروسية. كما أنها أول دولة عربية بدأت بتشغيل محطات الطاقة النووية السلمية، عبر مشروعها في إنتاج هذا النوع من الطاقة في مشروعات «براكة»، بسواعد كفاءات وطنية مؤهلة ومدرّبة.
لقد جاء انتخاب دولة الإمارات عضوًا غير دائم في مجلس الأمن لكونها محل ثقة من المجتمع الدولي والمؤسسات الاقتصادية والسياسية على مستوى العالم، وهو تأكيد لأهميتها الكبرى في مُساندة شعوب العالم أينما كانوا، ورعايتها وتنظيمها للعديد من المبادرات التي تخطّت حواجز الحدود والفوارق بين البشر، وتحولت إلى فاعل بارز في نشر قيم التسامح والسلام والعيش المشترك والتعاون، وصاحبة دور كبير في حل النزاعات والصراعات ومحاربة التطرف والإرهاب، وصوت مؤثر في قضايا السلم والأمن الدوليين، وداعم كبير للقيم الإنسانية التي تنادي باحترام حقوق الإنسان، كالمساواة والعدالة والتعددية ومحاربة التمييز العنصري.
إن الثقة العالمية التي تحظى بها دولة الإمارات لم تكن لتحدث لولا وجود قيادة رشيدة آمنت بالارتقاء بالإنسان وبناء أفضل العلاقات الإيجابية مع دول العالم وشعوبها، وتبنّي نهج عزّز علاقاتها الدولية استنادًا إلى قواعد الاحترام المتبادل والمحبة والتسامح.