على غرار معظم الناس، أتطلعُ إلى صيف ألتقي فيه من جديد مع أفراد عائلتي وأصدقائي وأستمتع بحفلة شواء لذيذ في عطلة عيد الاستقلال الأميركي في الرابع من يوليو – من دون كمامات! غير أنه ينتابني شعور بالقلق والخوف، لأنه تحت الهدوء السطحي في أميركا، هناك تراكم لقوى بركانية يمكن أن تفجّر ديمقراطيتنا. فنحن نعيش في وضع نعتقد فيه أن الأمور على خير ما يرام، ولكننا غافلون عن الخطر. وهناك ثلاثة قصص أصابتني بالخوف بشكل خاص:
فأولاً، هناك التقارير حول كيف أن وزارة العدل استولت بشكل سري في عهد ترامب على البيانات الشخصية لصحافيين و«ديمقراطيين» في الكونجرس من شركات الاتصالات والتكنولوجيا أثناء تحقيقها في عمليات تسريب، بل إنها حصلت حتى على بيانات المستشار القانوني للبيت الأبيض في عهد ترامب. والآن، تخيل ما قد يحدث في حال أعيد انتخاب ترامب في 2024 من قبل الأتباع الذي «يعبدونه»، ولم يضطر للقلق بشأن مواجهة الناخبين مرة أخرى؟ إنه سيكون خارجاً عن السيطرة تماماً.
وثانياً، هناك جهود الهيئات التشريعية التي يهيمن عليها «الجمهوريون» من أجل تمرير قوانين تكبح الناخبين بهدف الحفاظ على السلطة وتنصيب ترامب وأشباهه من جديد – قوانين تجعل عملية التصويت صعبة في بعض الحالات، وفي حالات أخرى، «قد تقصي ناخبين من دون سبب شرعي ومقبول»، مثلما قالت قناة «فوكس» في تقييم معمق لها حول الموضوع، «أو تسمح لمسؤولين مناصرين برفض التصديق على انتخابات، حتى وإن لم تكن هناك أسئلة مشروعة بشأن من فاز بها». 
وثالثاً، ومثلما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» للتو، فإن «جرائم القتل في المدن الكبرى» – والكثير منها يديرها «ديمقراطيون» – «ارتفعت بأكثر من 30% في المتوسط العام الماضي، وبـ24% أخرى بالنسبة لبداية هذا العام». ونتيجة لذلك، أخذ موضوعا ارتفاع معدلات جرائم القتل وتوفير الأمن يتحولان إلى نقطتين كبيرتين في حديث «الجمهوريين» ووسائل الإعلام اليمينية، ما جعل «الديمقراطيين» في وضع هش. ولهذا، يخطّط الرئيس جو بايدن للإعلان عن الخطوط العريضة لاستراتيجية قوية لمكافحة الجريمة يوم الأربعاء. 
وعليه، فمن أجل مستقبل ديمقراطيتنا، ينبغي أن نحرص على أن تظل قوة الحزب «الجمهوري» محدودة إلى أن يكف عن «عبادة» شخصية ترامب. وهذا سيتطلب العديد من الاستراتيجيات، ولكنه سيتطلب اثنتين منها بشكل خاص: أولاً، أن يتصدى «الديمقراطيون» للجهود «الجمهورية» الرامية إلى الامتناع عن التصديق على الانتخابات، وثانياً، أن يقاوموا جهود قواعدهم الرامية إلى وقف تمويل الشرطة أو تفكيكها. 
وربما يمرر الكونجرس قوانين تحمي الناخبين من أجل إبطال ما يخطّط له أنصار ترامب «الجمهوريون»، ولكنني لن أراهن على ذلك. وبالتالي، فعندما يمرّر المشرعون «الجمهوريون» هذه القوانين التي تكبح الناخبين ويؤكدون على أن كل ما يحاولون فعله هو ضمان انتخابات نزيهة وأنهم لا يستهدفون أحداً، آمل أن يردّ على ذلك «الديمقراطيون» بشكل عام، وناخبو الأقليات بشكل خاص (فهُم المستهدَفون بكل تأكيد)، بحملة جماعية ضخمة للتشجيع على التصويت. 
إذ علينا أن نُخرج الناس بأعداد كبيرة جداً من أجل التصويت لدرجة أن حتى شون هانيتي (المعلق السياسي اليميني) لن يكون قادراً على إنكار نتائجها. 
غير أنه إذا فشل ذلك، هناك سؤال آخر علينا جميعاً أن نطرحه على الحزب الجمهوري المناصر لترامب: ما الذي تعتقدونه بحق السماء؟ 
كيف تعتقدون أن الرد سيكون في حال عمد مسؤولوكم في الانتخابات أو الهيئات التشريعية إلى إبطال التصديق على انتصارات للديمقراطيين، تشجّعهم في ذلك قوانينكم الانتخابية المناوئة للديمقراطية (وللديمقراطيين)؟ هل تعتقدون أن «الديمقراطيين» سيكتفون بالقول: «هذا سيئ! لقد تلاعب الجمهوريون بالنظام، ولكن ماذا عساك تفعل؟ لنحاول مرة أخرى في انتخابات 2026 و2028؟». 
كلا، إنهم وأميركيين حقيقيين آخرين سيرون في ذلك خطوة كبيرة نحو القضاء على التجربة الأميركية، ولن يقبلوا به. وقد يفضي كل ذلك إلى حرب أهلية. وهذه هي الوجهة التي يجرّنا إليها الحزب «الجمهوري» المناصر لترامب.
أما بالنسبة لتوفير الأمن، فإن المشكلة قد تُضعف «الديمقراطيين» وتقوّض حظوظهم حقاً. وعلى سبيل المثال، فإن قطاعات كبيرة من مينيابوليس، المدينة التي كانت مسقط رأسي، تحولت إلى مدينة أشباح خطيرة ومخيفة يعمّها عنف الأسلحة منذ أن قتلت الشرطة جورج فلويد، وهي جريمة القتل التي عرّت عن حقيقتين اثنتين: أن العنصرية في قوات الشرطة حقيقية ومروعة وتتطلب عدة علاجات، وأن الإسراع إلى وقف تمويل قوات الشرطة أو تفكيكها من دون خطة معدّة بعناية ليس حلاً.
الأسبوع الماضي، ونزولاً عند طلب من عمدة مينيابوليس جاكو فري، أمر حاكم ولاية مينيسوتا تيم ولتز «الحرسَ الوطني» بـ«البدء في الاستعداد» لإرساله إلى المدينة، إن اقتضى الأمر، من أجل مساعدة الشرطة المحلية على حفظ السلم. 
ولكن هذا يمثّل قنبلة بالنسبة لـ«الديمقراطيين» في الواقع. ذلك أن الحزب «الجمهوري» المناصر لترامب لن يدخر جهداً في مهاجمتهم حول موضوع الأمن هذا. ولهذا، يتعين على بايدن أن يواصل توحيد حزبه وتعبئته حول جوابه الصحيح، ألا وهو: إصلاح عمل الشرطة وتوفير العدد الكافي منها – وليس تفكيكها. 
ذلك أنه إذا شعر الناس بأنهم مضطرون لاختيار الأمن على الديمقراطية – نتيجة تخوفات بشأن السرقة خارج أبواب بيوتهم على سرقة الانتخابات – فيجدر بكم أن تكونوا حذرين وأن تكونوا على يقين بأن الكثيرين جداً سيختارون ترامب وأتباعه. 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»