قليل من الوقت يفصلنا عن انطلاق معرض إكسبو 2020، وهو بلا شك حدث فريد سيجتمع العالم خلاله في الإمارات بالتزامن مع احتفالات الدولة بعامها الخمسين ليكون بمثابة تتويج لتلك الأعوام، أي منذ إعلان تأسيس الاتحاد. 

50 عاماً والإمارات تبني مؤسساتها وتطلق مشاريعها وتعزز بنيتها واقتصادها ومجتمعها. فأنجزت ما فاق التوقعات وحققت ما لم تحقق دول أخرى على مدار ذات الفترة.
في عام 2013 أرادت الإمارات أن تنظم إكسبو وتحقق لها الأمر بعد كثير من الإنجازات. 
عندما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن إكسبو 2020 سيكون الأبرز منذ انطلاقه قبل حوالي 170 عاماً، وأن الإمارات ستقدم دورة غير مسبوقة وستكون استثنائية بكل ما فيها، وبما يعكس سعي الدولة لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً، فإنه يعلم تماماً أن الإمارات هي أهل للمهام الصعبة والفريدة. وكلنا نتطلع لأن يكون هذا الحدث علامة فارقة لدولتنا ولوطننا العربي والمنطقة. 
إكسبو 2020 سيسهم في نمو الإمارات، وبالدرجة الأولى اقتصادياً. سيرتفع الناتج الإجمالي المحلي، وتتوافر فرص العمل لعدة أعوام مقبلة. ووفق تقارير اقتصادية فإن المعرض سيضخ في الاقتصاد ما يصل إلى 122.6 مليار درهم، بينما سيخلق 900 ألف وظيفة، فيما يقدر صندوق النقد الدولي أن يسجل اقتصاد الإمارات نمواً بنسبة 3.4% عام 2021. ومن المؤكد أن قطاع السياحة والضيافة سيكون من أكثر القطاعات المحلية استفادة في ظل إضافة 160 ألف غرفة فندقية لمواكبة الطلب، وحسب دراسات السوق فإن الإمارات سوف تستقطب 25 مليون زائر. 
ستة شهور ستكون بلدنا خلالها وجهة كثيرين، ولكن بعد ختام إكسبو في أبريل 2022 لن تزال منشآته كلها، إنما سيتم - كما هو مخطط - الإبقاء على 80% منها لتكون جزءاً من المدينة المستقبلية دستركت 2020.
على مدار ستة أشهر كاملة سيقدم الحدث الكثير من المشاريع الاقتصادية والثقافية والسياسية التي تسهم في تعظيم قوة بلدنا وترسخ حضورها، وتعمق علاقاتها مع الأصدقاء والشركاء، وتفتح آفاقاً جديدة للمؤسسات والشركات والمبادرات الوطنية لاقتناص فرص عالمية تعظم من عوائدها وتفعل أدوارها، وتنتقل الدولة والمجتمع إلى موقع آخر، فضلاً عن إتاحة الفرص للمقدرات الوطنية والشباب المبدع الابتكار ولمختلف الفعاليات ومن بينها العلمية. 
فوائد عظيمة ستعود على بلدنا وعلى الإماراتيين والمقيمين وعلى ضيوفنا أيضاً، خصوصاً وأن العالم متعطش للعودة للحياة الطبيعية بعد جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على حياة الناس جميعاً. 
لقد تحقق للإمارات ما سعت إليه، وعلى أرضها ستجتمع 191 دولة، ولهذا يحدونا أمل كبير بنجاح إكسبو في نهوض العالم من كبوته، وبأن يكون بمثابة رسالة إيجابية عن معنى العزيمة والعمل والإنجاز. 
مرحلة جديدة تنتظرنا بما ستحمله من نمو وتقدم وتطور وتمكين رسمي وشعبي، اقتصادي وعلمي وثقافي وسياسي وتنموي واستدامة.
تمضي الإمارات نحو تحقيق رؤيتها على مستوى التطوير شامل، وإسعاد المجتمع وتحقيق الرفاه له، وإطلاق المبادرات والمشاريع، واستثمار الطاقات والرأسمالي البشري.
إكسبو 2020 لن يكون مجرد حدث، ولن يمر مرور الكرام، ذلك لأن خلاله وبعده ستروي الإمارات حكاية إنسان، وحكاية دولة واتحاد وتجربة تنموية ارتكزت عبر التخطيط والعمل والتعاون والتطوير. هذا ما نحن عليه، وتلك رسالتنا للعالم.