عُقد «منتدى الاتحاد» السادس عشر في مدينة أبوظبي، وهو المنتدى الذي تشرف عليه صحيفة «الاتحاد» ويترأسه الأستاذ حمد الكعبي رئيس التحرير وبحضور كثيف من مثقفي العالم العربي من كتاب الصحيفة، ويتناول في كل سنة موضوعاً مختلفاً، إقليمياً كان أم عالمياً، وفي شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تُعنى باستقرار ومستقبل الشعوب ونشر قيم السلام والتسامح والاكتفاء والتنمية، ويرسخ أهمية الاقتصاد في خدمة الإنسان وأمنه وغذائه. وقد تناول المنتدى لهذه السنة موضوعاً مهماً تحت عنوان «التنمية الاقتصادية.. قاطرة الاستقرار والإسهام الحضاري»، وذلك تكريساً لدور دولة الإمارات العربية المتحدة وتأكيداً على إسهاماتها العالمية في المجالين الإنساني والسياسي ورفع مستوى اقتصادها واستثماراتها داخلياً وخارجياً، والتي يترجمها تنظيم معرض «إكسبو 2020 دبي» على أراضيها لمدة أشهر كاملة، من تاريخ افتتاحه في الأول من أكتوبر الجاري حتى نهاية مارس المقبل.
واللافت حقاً هو أن دولة الإمارات هذه الأيام -وكل الأيام الأخرى- ورغم تعدد المعارض والمحافل المنظمة فيها، في مجالات الاقتصاد والطاقة والتقنية (مثل معرض جيتكس 2021 وغيره)، فإنها في تجدد مستمر، وفي تقدم متواصل لا تتوقف عجلته عن التحرك نحو المستقبل. وبذلك فإنها قد تجاوزت مرحلة المواكبة إلى مرحلة السبق في كل ما هو جديد. واللافت أيضاً أن كامل الدولة، بمدنها، ومطاراتها، وشوارعها، وفنادقها وكل قطاعاتها الحكومية والخاصة والأهلية.. هي عبارة عن معارض تشويقية مصغرة لـ«إكسبو 2020 دبي» الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة هذه السنة في مدينة دبي تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل». فكل قطاع في الدولة يحكي قصة المعرض العالمي الكبير، ويعرض صوراً منه ويروج لزيارته والتفاعل معه بطرق جاذبة وصور مبهرة من داخل المعرض نفسه، ودعاية حقيقية تفوق الوصف. وقد اكتسب المعرض أهمية عالميةً كبيرة منذ أُقيم لأول مرة في لندن عام 1851، أي قبل 70 عاماً، وقد عُرف حينها باسم «المعرض الكبير» أو «معرض كريستال بالاس». وتستمر النسخة الحالية من «المعرض الكبير» في استقبال الزوار من مختلف دول العالم حتى نهاية يوم 31 مارس 2022، أي على مدى ستة أشهر كاملة، وتشارك فيه 192 دولة، وقد استقبل حتى اليوم أكثر من 771 ألف زائر ينتمون إلى 181 جنسية مختلفة. ومن المتوقع أن يصل العائد الاقتصادي المباشر وغير المباشر لـ«إكسبو 2020 دبي» نحو 145 مليار درهم، وأن يرفع قيمة التجارة غير النفطية لدبي إلى 4.5 تريليون درهم، خاصة في قطاع الضيافة والطيران، إلى جانب تحسينات البنية التحية والمواصلات والرفاهية والحداثة وجودة الحياة والكثير من المستهدفات الاقتصادية والاجتماعية، من خلال مشاريع ومبادرات سترسخ موقع دبي، ومن ثم دولة الإمارات العربية المتحدة ككل، على الخريطة العالمية بوصفها واجهة سياحية واستثمارية كبرى وكواحدة من أهم المدن الذكية في القرن الحادي والعشرين.

كاتبة سعودية