رسّخت دولة الإمارات، منذ تأسيسها وحتى اليوم، صورتَها كأرضٍ خصبة للفرص والأحلام القابلة للتحقق، من خلال سنّ القوانين والتشريعات التي تمكّنها من احتضان الأفكار والمواهب وفتْح أبوابها للمبدعين والمبتكرين والطموحين والمطوّرين وأصحاب الخبرات والمبادرات الخلّاقة والمشاريع الريادية، من كل أنحاء العالم لما يزيد على 200 جنسية، مؤسسين فيها مناخًا محفِّزًا للعمل والإبداع والإنتاج، وهو ما تمثّل في نتائج استطلاع أعدّه بنك «إتش إس بي سي» مؤخرًا كشف عن صعود الدولة 10 مراتب، لتحتل المرتبة الرابعة كأفضل وجهة عالمية للعيش والعمل.
لم تأتِ نتائج استطلاع بنك «إتش إس بي سي» مفاجئة، إذ ساعدت عوامل، الاقتصاد المتنامي، والأمن والأمان، ومناخ الاستثمار القوي، وجودة الطرق والمواصلات، وكفاءة القطاع الصحي والمنشآت الطبية، والوجهات الترفيهية العالمية بالدولة، في تصدُّرها نتائج أغلب الاستطلاعات التي كانت فيها عنصرًا ضمن الاختيارات.
نتائج هذا الاستطلاع وغيره تؤكِّد، بما لا يدع مجالًا للشك، أن الإرادة والإدارة تستطيعان صُنع المستحيل، بل إن المستحيل كلمة غير موجودة في قاموس الإمارات التي تبني مستقبلها الواعد بسواعد أبنائها ضمن حراك تنموي لا يتوقف، حيث لا سقف للأحلام ولا حدّ للطموحات ولا نهاية للتطلعات.
تُعدّ الإمارات من خلال مبادراتها ومشاريعها الرائدة والنوعية منارةً للأمل في المنطقة، وصانعةً للتغيير الإيجابي، وقائدةً للحراك الإنساني والمجتمعي الساعي إلى تمكين الشباب العربي، وتوفير الفرص لاستثمار طاقاته الخلّاقة.
لقد باتت الإمارات اليوم واحة للتسامح والتعايش والسلام، بفضل قيادتها الرشيدة التي حرصت على تعزيز هذا التنوع الثقافي الذي دعَم الانفتاح على قيم وثقافات وأفكار وتراث الآخر. وكجزء من الجهود الرامية إلى نشر قيم التسامح والتعايش محليًّا وعالميًّا، ترحب الدولة بالجميع بمختلف ثقافاتهم وحضاراتهم وأديانهم، وتوفّر لهم البيئة المثالية للتواصل والعيش الكريم، لما فيه مصلحة الجميع في بيئة يحيط بها التسامح وقبول الآخر.
ومع استعدادها للاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيسها، تمضي دولة الإمارات بكل ثقة نحو نصف قرن جديد في مسيرتها الحافلة بالإنجازات غير المسبوقة، تطمح في نهايته إلى أن تكون الدولة رقم (1) على الصعيد العالمي، وفقًا لـ «مئوية الإمارات 2071»، وهي قادرة على تحقيق هذا الهدف الكبير استنادًا إلى رؤية قيادتنا الرشيدة التي تمتلك من الطموح والعزم والإرادة ما يجعلها لا ترضى بغير المركز الأول في المجالات كافة، وهي قيادة لا تدّخر جهدًا لتحقيق المزيد من التميز والسبق، بعد أن حفرت للإمارات هذه المكانة المتفرّدة على الصعيدين الإقليمي والدولي. 

* عن نشرة«أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.