معرض الشارقة الدولي للكتاب هو «المعرض الأكبر في العالم» على مستوى بيع وشراء حقوق النشر للعام 2021 تريندز للبحوث والاستشارات بناء الأوطان يبدأ ببناء الإنسان، وبناء الإنسان يتم بالعلم، والثقافة، والمعرفة التي تعتبر منارات تضيء العقول، وتصنع الأجيال القادرة على بناء المستقبل، والفاعلة في مسيرة التنمية والمشهد الحضاري.

فالإنسان المتمكن بالمعرفة، والمطَّلع على تجارب الآخرين وفكرهم، يشكل جوهر التنمية وصناعتها وغايتها. واليوم، تسعى الدول إلى ترسيخ أسس مجتمع واقتصاد المعرفة، لأنها تدرك أن العلم والثقافة والمعرفة هي مكونات رئيسية لإرساء أسس المجتمع الحديث، وهي الداعم الرئيسي لمسار الحياة، فالمجتمعات التي تقرأ لديها مخزون معرفي ورصيد فكري غني. كما أنها مجتمعات قادرة على النظر إلى الأمام، واعية بأهدافها ومدركة لسبل تحقيقها، حيث يعي أفرادها جيداً معنى الانتماء والمواطنة الإيجابية والعلاقات الاجتماعية المتينة. كما يدركون جيداً أدوارهم في مسيرة البناء والتطوير التي شاركوا في رسم معالمها وتحديد مفرداتها.

ولا عجب أن يكون الكتاب هو وعاء العلم والثقافة والمعرفة، وهو صولجان الحضارة، بل تاجها الذي لا يفقد قيمته مهما تعاقبت على حمله الأجيال، فالأمم لا تقاس بثرواتها المادية وحدها، وإنما تقاس بأصالتها الحضارية، والكتاب هو أساس هذه الأصالة، والعامل الرئيس على تأكيدها، والشاهد الحي على سمو ورفعة الفاعلين في هذه الحضارة وهم أبناؤها المثقفون الذين امتلكوا ناصية المعرفة.

والكتاب بهذا المعنى يكون من دون شك صاحب الفضل في بناء مجتمع المعرفة الإنساني. وقد لعبت الصناعات الإبداعية والثقافية، مثل صناعة النشر، دوراً حيوياً في حفظ تراث الأمم والاحتفاء به وفي رعاية التفاهم بين الثقافات المختلفة، وباتت إقامة معارض الكتب تؤدي وظيفته نهضوية شاملة، وتجسّد استجابة لمساعي وتحديات التنمية محلياً وعالمياً، فهي تحفظ للكتاب قيمته وأهميته ودوره البارز في تطور الإنسان.

وأصبحت، في هذا الصدد، المعارض وجهة شاملة وفضاء للتفاعل الاجتماعي، وتحوَّلت إلى حالة ثقافية تجمع القارئ والناشر والمثقف في رحاب الكتاب الذي يبقى نجم الحدث الذي يطوف الجميع حوله ويتلاقون من أجله.

ويبرز اليوم معرض الشارقة الدولي للكتاب، كعلامة فارقة في تاريخ الثقافة العربية والعالمية، إذ سجّل في دورته الـ 40 القائمة حالياً، تاريخاً جديداً للثقافة الإماراتية والعربية، وسوق لصناعة المعرفة والكتاب، بتصدُّره معارض الكتب العالمية كافة، وإعلانه «المعرض الأكبر في العالم» على مستوى بيع وشراء حقوق النشر للعام 2021، وهو يؤكد أنه مشروع ثقافي متكامل، وملتقى للثقافات وفضاء لتقدير المبدعين والمفكرين.

ويفخر مركز تريندز للبحوث والاستشارات بمشاركته في المعرض بعشرات العناوين من إصداراته النوعية، وببرنامج فعاليات حافل جمع نخبة من المفكرين والمؤلفين والباحثين مع رواد المعرض.

ويرى المركز أن معارض الكتب هي واحات للمعرفة والثقافة، لذا فقد تنقَّل خلال الأشهر القليلة الماضية بين معارض لندن وعمَّان والرياض وفرانكفورت، يعرض فيها مشاريعه المعرفية الرائدة التي تنعكس مخرجاتها على جميع دول العالم، ويلتقي الشركاء، ويطَّلع على أفضل التجارب والممارسات في مجالات إنتاج المعرفة.

 


*تريندز للبحوث والاستشارات