خمسون ربيعاً ساطعاً، مشمساً، لامعاً بألق العمر، وبحفاوة الابتهاج، وبأعظم المنجزات وأبلغ القصص وحكايات البطولة والانتصار.
كان العمر يافعاً تماماً مثل هذه الأرض؛ كبرنا معاً، حملتنا الأحلام نحو سماوات متتاليات، وأخذنا بأيدينا كأجمل ما نكون، وكتبنا حكاية المستحيل الممكن.. والممكن الصعب الذي استدعى نقشاً في الحجر والبر والبحر والسواعد.
وكانت الأيام تمر وكل يوم يمضي يكون غده واعداً بالمزيد، وجاء المزيد.. وصلنا إلى عمر الخمسين ربيعاً، وأيدينا متشابكة وأحلامنا تجدد نفسها في الصباحات الندية.
وكأن هذا الوطن هو أنا وأنا هو.. لا حب يعلو فوق حبه، ولا بلاد تنافس جماله.. ولا أرى سواه وطناً.. وكأن الكرة الأرضية خلت إلا منه.
وأزعم أن جيل سبعينات القرن الماضي، هم الشهود على منجز مشترك، وعلى وعي يدرك تماماً معنى أن تنتمي لبلد استيقظ معك وكبُر معك.. ورصف دروبه ورصفك لدرب حياتك.
لا يهم كم علماً سنرفع، وأي ثوب سنرتدي في عيده، ما يهم هو كم من الحب يحمل القلب لهذه الأرض.. لهذه الصحراء وهذا الشاطئ وهذا الجبل، وكم من ذكريات تنام مطمئنةً منذ ميلاد الاتحاد.. منذ إعلان مقدمه وهو يثبت حضوره في تفاصيل أيامنا.
ربما لا يفهم الصغار بعد معنى أن ننشد معهم «عيشي بلادي»، وأن نخضب أيدي الصغيرات ابتهاجاً بعيد الأرض التي ظللت أيامنا ولوّنت أحلامنا. صعب أن نشرح لهذه العيون اللامعة الصغيرة من نحن، ولماذا نستحق أن نكون أكثر الحضور فرحاً واحتفالا.
هذه الخمسون الأولى وستتلوها أخريات بحول الله وقوته، ستسير في درب التاريخ مفتخرة بمنجزات الأولى، وستتبعها الثانية بكثير من الأرقام القياسية وشواهد النجاح المبهر.. في بلد متحفز للتطور مستعد دائماً للجديد والتجديد.
هذا العيد خمسيني النجاحات والمنجزات، وبه نحتفي كأبهى ما يكون الاحتفاء.. فاليوم اسم الإمارات له صداه في كل مكان من العالم؛ دولة اجتازت عقبات كثيرة وتخطت مصاعب صعُبت على دول كثيرة غيرها كانت تتباهى بأن عمرها تجاوز مئات بل آلاف السنين.
لم يعد العمر مجرد رقم فقط، إنه يقاس فقط بحجم المنجزات التي تحققت بالفعل وما سيكون من منجزات في المستقبل. ولعل الخمسين الآن تتطلب حرصاً وحماية لكل الإنجازات.
كل خمسين عاماً وبلادي مطمئنة آمنة سعيدة بأيامها الحافلة بالمنجزات الكبيرة والمبهرة دائماً.
مستعدون للخمسين القادمة.. وما يزال في جعبتنا الكثير.
كل عام وبلادي بكل خير ونجاح وتقدم وازدهار ورفاه..


كاتبة إماراتية