كان نوفمبر الماضي لحظة فارقة لكوكبنا، حيث اجتمع العالم في جلاسجو بالمملكة المتحدة لمؤتمر الأطراف باتفاقية المناخ كوب 26. كان اتفاق جلاسجو الذي وقعت عليه 197 دولة اتفاقاً تاريخياً، ويستدعي فخر الأطراف التي وقعت عليه. ويمكن القول إننا نجحنا بمصداقية في الحفاظ على هدفنا في المتناول وهذا الهدف هو قصر ارتفاع درجة حرارة الأرض على درجة ونصف فوق معدلات ما قبل الصورة الصناعية. ولكن هذا المكسب ما يزال هشاً. ويعود الأمر لكل دولة لحماية وتقوية هذا المكسب خلال الأعوام القادمة.

يجب أن يعطي التعاون الدولي الذي شهدناه في قمة المناخ كوب 26 العالم بارقة أمل. ربما كانت هناك بعض الاختلافات ولكن في عالم تسوده انقسامات سياسية، أظهرت الدول وحدة في الهدف تجاه مسألة المناخ. وكان هناك نمو في الثقة بين البلدان وتصميم حقيقي للوصول لاتفاق. 
لعبت الإمارات العربية المتحدة دوراً معتبراً في تعبيد الطريق لإنجاح قمة المناخ الدولية كوب 26. وأعلنت عن هدفها بالوصول لصفر انبعاثات بحلول عام 2050 وأظهرت قيادة بين منتجي الطاقة الهيدروكربونية في المنطقة. 90% من الاقتصاد العالمي أصبح مشمولاً بتعهدات صفر انبعاثات حرارية بعد أن كان 30% فقط وقت استلام بريطانيا لرئاسة قمة المناخ كوب 26. 
بالنسبة لبريطانيا، كانت فمة المناخ الدولية كوب 26 أكبر تجمع سياسي تشهده بريطانيا عبر تاريخها. وفي عام 2023، سيحين دور الإمارات لاستضافة قمة المناخ الدولية كوب 28. وشعرت بسعادة غامرة لحضوري حفل افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة ومقابلة الوزراء الإماراتيين المعنيين بتنفيذ طموحات الإمارات المناخية. 
للوهلة الأولي، تبدو مفاوضات الدول الأطراف بمؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة غاية في التعقيد الفني، وهناك الكثير على المحك. إنها مفاوضات بخصوص حماية الأرواح وحياة من هم في الصفوف الأولى في أزمة المناخ. وتوفير دروع للأجيال القادمة والتي، لو فشلنا، ستعيش في عالم مستنفذ خطير يسوده عدم اليقين. وكما قال رئيس وزراء بربادوس «بالنسبة للدول الجزرية الصغيرة، 1.5 درجة هي ما نحتاجه. درجتان هي حكم بالإعدام». 

يخبرنا العلم أن العالم بات أكثر حرارة بمقدار درجة ونصف عما كان عليه قبل الثورة الصناعية ونستطيع أن نلمس التأثيرات الخطيرة على ملايين البشر. الجو المتطرف يزداد عبر العالم وتغير المناخ لا يعترف بالحدود الوطنية.
تقر اتفاقية جلاسجو بالفجوة بين واقع الدول في مجال خفض الانبعاثات الحرارية وما يجب أن يصبح عليه هذا الواقع وفق التزامات تلك الدول. ويؤكد على الحاجة لتصرف أسرع. ويطالب الدول بالمراجعة وتعزيز انخفاض انبعاثاتهم الحرارية وفق الأهداف المبتغاة لعام 2030 وذلك بداية من عام 2022. يلزم الاتفاق الدول أيضاً بخطة للانتقال بعيداً عن الطاقة التي تعتمد على الفحم ومشتقات الوقود الأحفوري. وبعد ست سنوات من النقاشات، أنهت اتفاقية جلاسجو الأمور العالقة بكتابة قواعد اتفاقية باريس للمناخ. 
ستعمل المملكة المتحدة عن قرب مع مصر والإمارات، المستضيفيْن القادمين لقمتي المناخ الدوليتين كوب 27 وكوب 28 على التوالي لضمان تأثير ممتد لمفاوضات المناخ والالتزامات المناخية الأخرى. ونرى الأهمية الكبيرة لأول جرد مناخي عالمي هو الأول من نوعه والذي ستشرف عليه الإمارات لتقييم تقدم العالم باتجاه تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ. بينما نقترب من كوب 28، سيتحتم على العالم أن يظهر أفعالاً حقيقية لمواجهة التغير المناخي – ندين بذلك لأنفسنا وللأجيال القادمة.
رئيس قمة العمل المناخي (كوب 26)