حصدت ميليشيات الحوثي ما زرعته أعمالها الإرهابية، ولا يمكن بعد الآن، أن تكون هناك أطراف، ترفض تصنيف «الحوثيين» كمنظمة إرهابية، إلا إذا كانت تستغل خطر هذا التنظيم على المنطقة. ولا يمكن تصديق وجود أطراف لا تزال تعول على جماعة «إسلاموية»، تنتهج سلوك الجماعات الإرهابية، من خلال استهداف المدنيين، ولا تملك استراتيجيات الدول، أو القدرة على إدراك تأثير قراراتها، بل مجرد أفعال، أشبه بأعمال العصابات الباحثة عن الشهرة.

هناك مناخ دولي يتجه إلى تصنيف الحوثي منظمة إرهابية، بعد أن باتت جرائم استهداف المدنيين واضحة كالشمس، آخرها الجريمة الحوثية في استهداف منشآت مدنية في الإمارات، التي تسببت في سقوط قتلى وجرحى، لمقيمين آمنين في عاصمة التسامح الإنساني أبوظبي. وتزامنت الهجمات الحوثية مع استهداف منشآت مدنية في السعودية، في سلوك إجرامي، يشكل خطراً على الأمن والسلم الإقليمي والدولي. «الحوثيون» ميليشيات إرهابية، لا تلتزم بالاتفاقيات الدولية.

وقد سبق لـ«الحوثي» استهداف المدنيين، من عدة جنسيات في مطارات مدنية في السعودية، ومارس أعمال قرصنة السفن، آخرها اختطاف السفينة الإماراتية «روابي»، مما يشكل تهديداً مباشراً على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ولذلك، من الضرورة بمكان، أن يقوم المجتمع الدولي بمسؤوليته، بإعلان «الحوثي» جماعة إرهابية. كان لانتصارات «ألوية العمالقة» الجنوبية، المدعومة من التحالف، الأثر البالغ في إصابة «الحوثي» بالصدمة، بعد تحرير محافظة شبوة في مدة قياسية، لم تتجاوز ثمانية أيام، وعليه خسر «الحوثي» في أيام، ما حصل عليه في سنوات، وعندما فقد «الحوثي» مكتسبات التخادم مع «الإخوان»، وصلت انتصارات «العمالقة» إلى مناطق عديدة في مديرية حريب، في محافظة مأرب، الأمر الذي أجبر «الحوثيين» على توسيع دائرة الاستهداف الإرهابي الخارجي إلى الإمارات، معتقدين أن هذا الاستهداف، سيحلحل الأزمة، إلا أن الإمارات ستجعلهم أكثر بؤساً، وردة الفعل الإماراتية السعودية، ستصل بـ«الحوثي» إلى النهاية.

وكان للتغيير الاستراتيجي بعملية إعادة التموضع، تأثير كبير على ارتباك «الحوثيين»، حين تحركت «ألوية العمالقة»، من الساحل الغربي إلى شبوة، وانطلاق «عملية إعصار الجنوب» لتحرير المديريات الشبوانية الثلاث، وانكشف كذب «الإخوان»، الذين حاولوا تصوير «الحوثي»، وكأنه قوة ضخمة، وهو في الواقع هش ، لولا غدر وخيانة «الإخوان».

سلوك «الحوثي» الإرهابي كان نتيجة لقراره غير المسؤول باستهداف أبوظبي، لكن هذه الخطوة اليائسة أثبتت للجميع قدرة الإمارات على الحصول على إدانة دولية واسعة ستدفع «الحوثي» إلى قوائم الإرهاب الدولية، وعليه يخرج «الحوثيون» من حلم الجلوس على طاولة الحوار، كأحد أطراف النزاع والتسوية.

منذ مساء الاثنين، والتحالف يشن هجوماً واسعاً على مواقع دقيقة للحوثي، واستذكرت بهذه الأنباء، كلمات تاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حين قال، «ثارنا ما يبات». صدق وفعل سموه، فهو ثأرنا أيضاً كبحرينيين نعشق الإمارات والسعودية، لأننا نعتبر أبوظبي والرياض، صمام أمان لنا، ولاستقرار المنطقة.

* كاتبة وإعلامية بحرينية