فشلت ممارسات ميليشيا «الحوثي» البائسة في التأثير على الأمن والاستقرار في الإمارات، بل على النقيض، أظهرت جاهزية القوات المسلحة الإماراتية، وامكاناتها الدفاعية المميزة، وتسليحها الذي يعتبر من الأقوى في المنطقة، والقادر على تحويل  محاولات «الحوثي» الإرهابية إلى دعاية إعلامية فاشلة، لا تأثير لها على الإطلاق، وهو ليس بغريب على الإمارات، التي أكدت جاهزيتها وتفوقها العسكري.
التخبط «الحوثي» يؤكد فقدانه القوة على الأرض، بعد التحول العسكري الذي صنعته «ألوية العمالقة» الجنوبية، التي نجحت في تبديد حلم «الحوثي»، الذي كان يستغل امدادات الطاقة، بالتخادم مع «الإخوان» في شبوة، بينما مأرب كانت الورقة التي يتفاوض بها «الحوثيون» وداعميهم، واستطاع «العمالقة» تحرير أكثر من 2255 كيلومتراً، بعد تحرير محافظة شبوة، والوصول إلى عمق «الحوثي» في جنوب مأرب، وتحرير مديرية حريب، حتى أولى بلدات مديرية العبدية. وعليه، إزالة الخطر عن مأرب التي تأوي أكثر من مليون نازح.
«الحوثي» يستوفي معايير الإرهاب، من العداء الحقيقي لمعاني الحياة والبناء، إلى تبني ثقافة الكراهية، فلقد أظهرت المدن المحررة آلاف الألغام التي زرعها «الحوثي»، وأدت لإغلاق مستشفى العطير الخیري، بسبب حصاره بالألغام «الحوثية»، كما فجر «الحوثيون» الجسور والطرقات، في محاولة لعرقلة تقدم العمالقة، واستهدفوا الأحياء السكنية في مأرب، حيث أظهرت التقارير مقتل وإصابة 1028 طفلاً نتيجة صواريخ «الحوثي» الباليستية منذ عام 2014، ولم يراعوا دور العبادة، أحدثها قصف مسجد عبدالله بن مسعود في عسيلان، أدى إلى مقتل واصابة 9، في انتهاك لحرمات بيوت الله. 
ولا يزال «الحوثي» يستخدم ميناء الحديدة لإطلاق الزوارق الملغومة واستهداف سفن الشحن في البحر الأحمر. ولذلك، ينبغي إيقاف استغلال «الحوثي» لاتفاق ستوكهولم حين يستخدم الميناء، كغطاء لتمرير شحنات الأسلحة، في التفاف واضح على الاتفاقيات الأممية. 
لا تحتاج الإدارة الأميركية إلى أدلة لاعادة تصنيف «الحوثيون» إلى قائمة الإرهاب، فالأدلة واضحة كالشمس، وندرك أسباب قرار شطب إدارة بايدن «الحوثيين» من قوائم الإرهاب، الذي جاء بعد أسبوع من تولي الرئيس جو بايدن الرئاسة، بذريعة تقديم المساعدات الإنسانية للمنكوبين، بينما السبب الحقيقي كان نكاية في الرئيس السابق دونالد ترامب، مما أدى إلى ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية، واستغلال «الحوثيين» الفراغ الأمني في تطوير التدريب والتسليح بشكل أكبر.

ولذلك، أصبحت إعادة «الحوثي» إلى قوائم الإرهاب ضرورة أمنية، ومطلباً مهماً على الصعيد الإنساني، حيث ستضع حداً لمعاناة الشعب اليمني، وباتت مسؤولية معالجة إدارة بايدن للخطأ الاستراتيجي في سياستها حول «الحوثي» أولوية مهمة، فهل تتراجع واشنطن عن قرارها الصادر في 16 فبراير 2021 من العام الماضي؟
كلمة أخيرة: زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى أبوظبي أكدت تضامن البحرين قيادة وشعباً، مع الإمارات في مواجهة كل ما يهدد أمنها، فما يجمع البلدين من علاقة تاريخية وأخوة راسخة يجعل مصيرنا مشترك وأمننا في المنامة هو أمننا في أبوظبي.
*إعلامية وكاتبة بحرينية