تتجاذب النساء أطراف الحديث وهن يحملن الطبول الثقيلة. وفجأة يدوي صوت قرع الطبول بفرح لدرجة يصعب معها تحمل شدة الصوت.
لقد أتينا لحضور بروفة فريق «إنجوما نشيا»، وهو أول فريق لقرع الطبول من النساء. يتداخل صوت الطبول مع تصميم الرقصات الذي يتضمن أغاني وقفزات وصراخ.
نشأ المشروع الذي أسسته «أوديل جاركيري كاتيس» في عام 2004، بهدف معالجة الانقسامات بعد الإبادة الجماعية ضد التوتسي عام 1994، التي خلفت حوالي 800 ألف قتيل. يوفر فريق «إنجوما نشيا» إطارَ عمل لنساء من عرقية الهوتو وعرقية التوتسي للالتقاء معاً بروح الأخوة والمصالحة.
تقول «أجنيس موكاكاريسا»، التي لقي زوجها وأطفالها حتفهم في الإبادة الجماعية: «لقد كنت وحيدة للغاية بعد أن فقدت عائلتي، وانضمامي إلى المجموعة أعاد لي السعادة مرة أخرى. فقد تمكنت حتى من السفر في جميع أنحاء رواندا مع المجموعة والذهاب إلى السنغال لأول مرة».
كان على أعضاء فريق «إنجوما نشيا» أيضاً التغلب على الصور النمطية الثقافية: جرت العادة على أن تكون الطبول حكراً على الرجال.

تقول «ماري لويز إنجابير»، وهي عضوة بالفريق منذ 11 عاماً: «المجموعة هي مثال للنساء الأخريات». وتضيف: «بعد الإبادة الجماعية مات الكثير من الرجال وكان على النساء أن يتقدمن لإعادة بناء البلاد.... يبرز فريق إنجوما نشيا القوة التي تتمتع بها المرأة»، بحسب ما تقول.
مع استمرار ذكريات العنف العالقة في الأذهان، وجدت النساء في هذا الفريق متنفساً. تتحدث أوليف نجورور، نيابة عن العديد من عضوات الفريق، قائلة: «عندما أواجه مشاكل، أو عندما يكون لدي آلاف الأشياء في رأسي، أبدأ في العزف على الطبول ويختفي كل شيء».

أوسكار اسبيونزا
صحفي لدى «كريستيان ساينس مونيتور»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»