تمر هذه الأيام ذكرى أسعدت قلوب البحرينيين، ففي 14 مارس 2011 شاهدنا دخول قوات «درع الجزيرة» إلى البحرين، للإسهام في حفظ الأمن والنظام، بعد ما شهدته البلاد من أحداث مؤلمة، تورطت بها مجموعة ضالة من الانقلابيين، بدعم من الحرس الثوري الإيراني لزعزعة الأمن والاستقرار، بذريعة الإصلاح، بينما الواقع كان الإطاحة بنظام الحكم البحريني.

شكّل دخول «درع الجزيرة» ضربة قوية لمخطط الانقلابيين، فسقطت المؤامرة وكُشفت الأقنعة، بينما كانت لحظات سعيدة استقبل بها الشعب البحريني قوات «درع الجزيرة»، وتحديداً من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بالورود بعد عبورهم جسر الملك فهد، والبحرية الكويتية التي وصلت سواحل البحرين، والذين شاركوا قوات الأمن والجيش البحريني الباسلة، للقضاء على المخطط الإرهابي لاختطاف البحرين.

وعليه، نجحت قوات «درع الجزيرة» في حماية عزة وكرامة دول الخليج العربي. أيام ثقيلة مرت على البحرين، عندما شل الانقلابيون الحياة في أهم مناطقها الاقتصادية، وإغلاق المدارس والمصانع بذريعة الإضراب العام، ومواجهة السلطات الأمنية والسكان المدنيين بشكل «بلطجي» عبر الأسلحة الخفيفة، كالسكاكين والموليتوف أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بالعشرات، من أفراد الشرطة والمدنيين الأبرياء، من المواطنين والمقيمين الآمنين على أرض البحرين.

لم نكن نعلم أن إحراق بوعزيزي نفسه في تونس، إبان ما يسمى بـ«الربيع العربي»، هي الشرارة التي أعطت الإرهابيين في البحرين الضوء الأخضر، للإسراع في تنفيذ مخططاتهم التخريبية.

ومن الجدير بالذكر أن هذا المخطط الانقلابي نُفذ قبل عشرة سنوات من الموعد المخطط له، وعليه كشف المخطط الأساسي بسبب ركوبهم موجة «الربيع العربي». أظهرت الأزمة الوجه المندس لعدة عناصر انقلابية، أولها المدعو عيسى قاسم، المرشد الروحي لجمعية «الوفاق» المنحلة، التابعة للحرس الثوري الإيراني، حيث شارك في التحريض بشكل رئيسي، حين قال في كلمة وجهها «اسحقوهم»، ويقصد رجال الشرطة والجيش، كما لن أنسى المدعو المدان حسن مشيمع، الذي استفاد من عفو ملكي ليعود إلى البحرين، ويشارك في التحريض على الإطاحة بنظام الحكم، وهو الذي طالب بتحويل البحرين إلى «جمهورية إسلامية».

 

تجاوزت البحرين الاختبار الأصعب في تاريخها، بحكمة قيادتها الكريمة، وبسواعد منتسبي وزارة الداخلية وقوة دفاع البحرين، ومساندة كريمة من الأشقاء في مجلس التعاون، وبعزيمة الشعب البحريني سُنّة وشيعة، والذين خرجوا بمئات الألوف للوقوف مع قيادتهم وأرضهم، في مواجهة مخططات القوى الظلامية، واستطاعت البحرين استعادة الاستقرار، ومحاسبة الإرهابيين وفقاً للقضاء البحريني العادل النزيه.

ولا ننسى الترحم على شهدائنا من رجال الشرطة والجيش في البحرين، والشهيد طارق الشحي من دولة الإمارات، الذي كان ملتحقاً بقوة أمنية منبثقة عن اتفاقية التعاون الأمني الخليجي، واستشهد على أرضنا مع 3 أفراد من الأمن البحريني في مارس 2014، في عملية إرهابية دنيئة من إرهابيين مدعومين من الخارج، وفي النهاية سقط الخونة، وبقيت دول الخليج في عز وأمان ورخاء.

* إعلامية وكاتبة بحرينية.
     .