جمعت دبي - المدينة العالمية المتألقة- 192 دولة خلال 180 يوماً في الحدث الأبرز اكسبو2020 دبي، الممتد لأكثر من 170 سنة، حيث قدمت الإمارات نسخة استثنائية فريدة من نوعها، شهدت حضور 24 مليون زائر برغم تحديات جائحة كوفيد-19، وسط حضور رسمي واسع وغير مسبوق لـ 80 من قادة دول العالم، بين ملوك ورؤساء ووزراء، كما تجاوز الحضور الحكومي الدولي 13 ألفاً، والذي ساهم في توقيع مئات الاتفاقيات الإقليمية والدولية على جميع الأصعدة.

أظهر الحدث العالمي الأبرز إكسبو 2020 دبي قدرة دولة الإمارات على التكيف مع أوقات الشدة، وتحويل التحديات إلى فرص، وأكدت الإمارات أنها قادرة على استضافة أبرز الأحداث العالمية، مع الحفاظ على أعلى مستويات الصحة والسلامة. وبرغم تأجيل إكسبو دبي لعام واحد، وبرغم تحديات ظهور سلالات متحورة من فيروس كوفيد-19، وقيود السفر الدولي، إلا أن دبي استعدت بكل قوة في الموعد المحدد، وطبقت كافة الإجراءات الاحترازية لضمان صحة الزوار، لاستضافة أكبر حدث عالمي جمع الشعوب منذ بداية الجائحة، ونجحت دبي في الهام وتحفيز العالم كافة.

كان اختيار مدينة دبي لاستضافة إكسبو2020 سابقة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، وجنوب آسيا وأفريقيا، في قصة ملحمية نموذجية بدأت عام 2011، عندما شكل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أول لجنة مختصة بملف استضافة الإمارات لمعرض إكسبو 2020، وفعلاً تقدمت الإمارات بطلب للمكتب الدولي للمعارض في باريس، وسط منافسة شديدة مع مدن أزمير التركية وساو باولو البرازيلية وييكاترنبيرغ الروسية وأيوتايا التايلاندية، وبعد مسيرة مهمة لترويج ملف الإمارات، فازت دبي في نوفمبر 2013 بشرف استضافة معرض إكسبو 2020، وبفارق كبير من الأصوات.

ولا شك أن الفوز بالاستضافة، وأيضاً نجاح معرض إكسبو، والمشاركة غير المسبوقة من الدول، جاءت بجهود كبيرة قامت بها الدبلوماسية الإماراتية، بقيادة فارسها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، الأمر الذي أكد ثقة وتقدير العالم لمكانة دولة الإمارات، ودورها الريادي والمحوري في استشراف المستقبل. اختتمت فعاليات معرض إكسبو 2020 دبي الذي استطاع التغلب على جميع تحديات جائحة كوفيد-19، وكان ختامها مسك عبر الحدث الإقليمي الدولي الأهم القمة العالمية للحكومات، وأكدت حكومة الإمارات أنها فعلا حكومة اللامستحيل، والتي تنتقل من نجاح استثنائي لنجاحات استثنائية أكبر.

وها هي اليوم تسدل الستار على إكسبو دبي، لتحول موقع المعرض بكل ما يملكه من بنية تحتية، إلى مدينة الفعاليات والمعارض والمستقبل (ديستريكت 2020)، وخلال فترة قياسية لن تتجاوز ستة أشهر، وستشمل نظاماً بيئياً مناسباً للأعمال، مدفوعاً بالابتكار وداعماً للابتكار الرقمي والرفاهية العامة، وسوف تتطور هذه المدينة الحديثة، وتتوسع في مراحل إرث الحدث الدولي، في إطار رؤية متفردة تستشرف آفاق المستقبل، وفي الوقت نفسه تحافظ مدينة (ديستريكت 2020) للأبد على ذكرى وروح إكسبو دبي. عمار يا دبي.. عمار يا الإمارات.

* إعلامية وكاتبة بحرينية.