جمع قصر الصخير لقاء الأشقاء جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهي لقاءات تسعد الشعب البحريني والإماراتي، لما لها من الأثر الكبير في العلاقات الأخوية الراسخة، ولأنها تصب دائماً في صالح العمل الخليجي المشترك، وقضايا المنطقة العربية والإقليمية، من أجل مستقبل أفضل يخدم الأمن والاستقرار، وتنمية الشعوب وازدهارها.

ترتبط علاقة الإمارات والبحرين بإرث ثقافي واجتماعي وتاريخي مشترك، كما يميزها توافق التطلعات، والرؤى الاستراتيجية التي نرى نتائجها بشكل واضح، بحجم التعاون في شتى القطاعات والتنسيق السياسي في مختلف القضايا الإقليمية والدولية فيما يعزز الأمن والاستقرار، كما نلمس حرصاً كبيراً من القيادة الإماراتية والبحرينية على تعزيز مفاهيم السلام وترسيخ ثقافات التسامح الإنساني والتعايش، شاهدنا نتائجها مع اتفاقيات السلام الإبراهيمية، حين اتخذت أبوظبي والمنامة قرارات شجاعة تحسب لقياداتها التي اتخذت السلام منهجاً، لقطع الطريق على الأفكار المؤدلجة والأجندات المشبوهة.

أرسى دعائم العلاقات الإماراتية البحرينية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وشهدت العلاقات الراسخة تطوراً كبيراً في العقد الماضي، حين شكلت اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، لتتولى عملية تنفيذ الرؤى الاستراتيجية وتعزيز التعاون السياسي والعسكري والتجاري والثقافي، لتنطلق آفاق جديدة على كافة المستويات بين البلدين، تعود بالتنمية والازدهار على الشعبين الشقيقين.

شاركت دولة الإمارات ضمن قوات «درع الجزيرة» في البحرين عام 2011، للحفاظ على الأمن والاستقرار، ولقد شهدت شخصياً هذه الأحداث التخريبية الانقلابية المؤسفة، المدعومة من قوى خارجية، وأتذكر جيداً سعادتي كبحرينية عند دخول القوات الإماراتية عبر جسر الملك فهد، والذي يؤكد أن العلاقات الأخوية ليست أقوالاً وحسب، بل أفعال تتضح عند الأوقات الحرجة.

سيرة التعاون بين الإمارات والبحرين مليئة بقصص النجاح على المستوى الاقتصادي والتجاري والثقافي والعلمي، وأحدثها الشراكة الإماراتية- البحرينية في قطاع الفضاء، وتحديداً مشروع القمر الصناعي المشترك«ضوء- 1»، الذي سيدرس الظواهر الطبيعية كالبرق والعواصف، وسيقوم بتزويد الجهات المعنية في البلدين بالبيانات البيئية.

شعرت بالفخر والاعتزاز عند زيارتي «إكسبو2020 دبي»، عندما خصص المعرض برنامجاً احتفالياً باليوم الوطني البحريني، وهو ليس بغريب على الإمارات التي تتزين بمعالمها ومواقعها وطرقها الجميلة بألوان العلم البحريني، وتستقبل عبر مطاراتها النموذجية المواطنين البحرينيين بالورود في اليوم الوطني البحريني، في جو من المحبة والإخاء يؤكد الروابط الثقافية والاجتماعية والأسرية بين قيادتي وشعوب البلدين الشقيقين. كتب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، أبياتاً شعرية تقديراً لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، أود مشاركة جزء منها يعبر عن مشاعري كبحرينية:

يقول ابوي اللي تجمل مباديه

وصل يا ناصر لبوخالد مقالي

يقول سلم لي على اللي مساعيه

تشكر وتحمد بعد رب الجلالي

* إعلامية وكاتبة بحرينية.