المتغير الجديد الذي فاجأ المشهد السياسي في اليمن هو تأسيس مجلس قيادي رئاسي برئاسة رشاد العليمي وعضوية 7 أعضاء لتولي إدارة الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً طوال الفترة الانتقالية، وذلك بعد نقل كامل صلاحيات الرئيس عبدالهادي منصور إلى المجلس. السعودية والإمارات ألقيتا دعمهما وراء المجلس الرئاسي، وأكدت أميركا دعمها له.

بتشكيل المجلس الرئاسي اليمني الذي سيتكفل بجميع الأمور ويتخذ قرارات سيادية سياسياً وعسكرياً، وهو ينوء بحمل ثقيل، سيكون عليه تطوير المواجهة مع ميليشيات «الحوثي»، الذي طور أداءه العسكري بدعم إيراني بالسلاح والخبراء والمستشارين المشاركين في مواقع القتال، ويستدعي ذلك استكمال ما تم تحقيقه، بدعم التحالف العربي. تشير صحيفة «نيويورك تايمز» في 17 أبريل 2022، إلى أنه قبل وقف إطلاق النار واجهت السعودية غالباً، هجمات متعددة شهرياً.

وتضيف الصحيفة أن: الجماعة «الحوثية» مرّت بتحول ملحوظ وتمتلك ترسانة ضخمة.. وأنه بإضافة التكنولوجيا العسكرية المتطورة لـ«الحوثيين»، ربما جعلهم أقل اهتماماً بإنهاء الحرب، على الرغم من أنهم وافقوا على وقف إطلاق النار لمدة شهرين. من جهة أخرى، فإن هيئة التشاور والمصالحة اليمنية برئاسة محمد الغيثي، تهدف إلى توحيد مواقف القوى السياسية التي تناهض ميليشيات الحوثي في اليمن.

تضيف الصحيفة أن: الحرب عمّقت علاقة «الحوثيين» مع داعمهم القوي إيران، مما سمح لهم بتطوير اقتصاد حرب واسع لتمويل عملياتهم. وبالنظر إلى ثلثي سكان البلاد في شمال اليمن، وهي مكاسب من غير المرجح أن يتخلوا عنها طواعية، كما قال محللون. وأسوأ ما في الحرب أن يعتاد الناس عليها وهذا ما حلّ باليمن الذي تحولت فيه الحرب إلى معاش! وقالت ندوى الدوسري، محللة شؤون اليمن في معهد الشرق الأوسط: «إذا توقفت الحرب، فسيتعين على الحوثيين أن يحكموا، وهم لا يريدون أن يحكموا لتقديم الخدمات وتقاسم السلطة، الحوثيون يزدهرون في الحرب وليس السلام».وجد «الحوثيون» ضالتهم في الهدنة بوقف إطلاق النار، ليتنفسوا ويعيدوا قواهم، وممارستهم خروقاتهم وإخلالهم بالتزامات الهدنة الأممية، مستهدفين مواقع للجيش في مأرب، وعلى صعيد آخر يخطط الحوثيون لتهريب قيادات وخبراء من «حزب الله» بوثائق مزورة. فيما تزداد جرائم «الحوثي» داخل السجون وتقوم بتصفيات المعتقلين دون أي مسوّغ قانوني، وسط صمت دولي إزاء تلك الجرائم.

«الحوثيون» لا يفهمون إلا لغة القوة، وحين أعلن «التحالف العربي» أنه سيستهدف المواقع ذات الحماية الخاصة وطالب «الحوثيين» «بإخراج الأسلحة من المناطق المحمية وأولها مطار صنعاء.. لم تتأخر ردة فعل «الحوثي» فبادر بإعلان التزامات جديدةٍ لم يكن يستجيب لمثلها سابقاً».

نقطة مهمة ذات صلة، يلاحظ المحللون للوضع اليمني أن حزب الاصلاح (إخوان المسلمون) لم يسجل أية إنجازات خلال سبع سنوات خلت، في مواجهة «الحوثيين»، مع أنهم أعلنوا، أنهم قاموا «بمراجعة» فكرية انخرطوا ضمن جبهة المواجهة لـ«الحوثيين» ولكنهم غدروا وطعنوا التحالف العربي.

ونأمل أن يستوعب «الإخوان» المرحلة المقبلة التي سوف تتأثر من الوضع الدولي، وبالذات العلاقات الروسية الإيرانية ما يمكن أن يصّعد الأزمة اليمنية، وعلى «الإخوان» بقواهم النائمة، أن يقدموا تضحيات وطنية يثبتوا موقفاً مشرّفاً، خلاف سابقه ولا يكونوا كالذي يصفه المثل الشعبي اليمني: «أشتي لحمة من كبشي وأشتي كبشي يمشي» وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.

* سفير سايق