يبدو أن شركة «تويتر» ستبيع نفسها لرجل الأعمال إيلون ماسك مقابل 43 مليار دولار، مما سيجعل الصفقة واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ في تاريخ وول ستريت، ويمنح الرئيس التنفيذي لشركة تسلا سيطرة قوية على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، فإن الحسابات غير واضحة، وكذلك نوايا «ماسك».

يَعد هذان العاملان بجعل هذه الصفقة كارثة محتملة وسيجبران المستثمرين والمديرين والمستخدمين والمجتمع على التفكير بشكل أكثر وضوحاً وجدية في الدور الذي تلعبه شركات وسائل التواصل الاجتماعي في عصر شوهته الدعاية الفيروسية والمعلومات المضللة. عادة ما تتضمن صفقات الاستحواذ المدعوم بالقروض، وفق نمط الاستحواذ بالرافعة المالية (LBO) هو الاستحواذ على شركة أخرى باستخدام مبلغ كبير من الأموال المقترضة (السندات أو القروض) لتغطية تكلفة الاستحواذ.

غالبًا ما تستخدم أصول الشركة التي يتم الاستحواذ عليها كضمان للقروض، إلى جانب أصول الشركة المقتناة. جعل الشركات المطروحة للتداول العام شركات خاصة عن طريق تراكم الديون عليها واستخدام التدفق النقدي لسداد تلك الالتزامات.

وعلى طول الطريق، تهدف الشركات التي تستحوذ على الشركات المطروحة للتداول العام إلى جعل أهدافها أكثر تنافسية وابتكاراً. هذه هي النظرية على أي حال، لكن هذه الموجة من الاستحواذ، التي بدأت في الثمانينيات وبلغت ذروتها في عام 2007، والتي كانت تزخر بالصفقات، قد ضلت طريقها.

أصبح مشهد صفقات ال LBOs أكثر هدوءاً بعد الأزمة المالية لعام 2008، لكن العوائد الجيدة للمستثمرين وانخفاض أسعار الفائدة تسببت في وصول المعاملات إلى آفاق جديدة في السنوات الأخيرة. إذا حصل «ماسك» على شركة تويتر، فسيصبح حتماً دراسة حالة بارزة حول مدى تأثير صفقات LBOs. بالطبع، فإن وجود «ماسك» يعني أن الاستحواذ ليس مجرد شيء واحد، لذلك دعونا نفحص حسابات الصفقة.

يقول «ماسك» إنه تعهد بتقديم مبلغ 21 مليار دولار من أمواله الخاصة، ومن المفترض أنه سيبيع جزءاً كبيراً من أسهم شركة «تسلا» لجمع هذه الأموال. ستقوم البنوك بإقراضه 12.5 مليار دولار، بضمان 62.5 مليار دولار إضافية من أسهمه في تسلا. سيتم تمويل باقي سعر الشراء والتكاليف الأخرى من خلال ديون بقيمة 13 مليار دولار سيتحملها موقع «تويتر». وفي نهاية الأمر، سيكون لدى «تويتر» حوالي مليار دولار من مدفوعات الفوائد المستحقة سنوياً.

ربما سيكون ذلك تحت السيطرة. ومن المتوقع أن تبلغ التدفقات النقدية المتوقعة لشركة تويتر (الأموال التي تسحبها قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء) نحو 1.43 مليار دولار هذا العام و1.85 مليار دولار في عام 2023. لذلك ستستهلك مدفوعات الديون جزءاً كبيراً من التدفق النقدي لتويتر.

وسيكون لدى «ماسك» نحو مليار دولار من مدفوعات الفائدة أيضاً، وإذا واجهت أسهم «تسلا» صعوبات، فقد يتعرض للضغط. وسيتعين على شركة «تويتر» نفسها أن تتحول بكامل طاقتها لكسب هذا النوع من المال الذي تحتاجه لتكون مربحة ومكتفية ذاتياً. لذلك سيكون هناك ضغط على «ماسك» لجعل الأمور المالية تنجح. يقال إن لديه خططاً كبيرة للقيام بذلك. لكنه قال أيضاً إنه غير مهتم بتويتر لأسباب اقتصادية، مما جعل الممولين الماليين المحتملين يفكرون ملياً. إن الصفقة «لن يكون لها معنى كبير بالنسبة لمعظم المستثمرين في الأسهم الخاصة».

لكن «ماسك» أقنع مورجان ستانلي و«بنك أوف أميركا» و«باركليز» وغيرهم من كبار اللاعبين، ويرجع ذلك جزئياً إلى ما وصفته بلومبيرج نيوز بـ«حماسه للصفقة». ولكن من المفترض أن المؤسسات الكبيرة مثل «مورجان ستانلي» قد اتخذت اجراءات العناية الواجبة. أو ربما تريد أيضاً البقاء في فضائل ماسك الجيدة حتى تكون في وضع جيد للحصول على تدفق الصفقات من شركة تسلا؟ سنتبين بمرور الوقت.

أعرب المستثمرون عن بعض التفاؤل، مما أدى إلى رفع سعر السهم بأكثر من 3% يوم الاثنين، على الرغم من أنه لا يزال أقل من سعر العرض 54.20 دولار للسهم. لم يقدم ماسك حتى الآن تفاصيل ذات مغزى حول ما سيفعله بالضبط لزيادة فاعلية شركة «تويتر». لقد كان قائداً فعالاً وجريئاً في تسلا –لكن تسلا تصنع السيارات الكهربائية، إنها ليست شركة إعلامية.

لا يُترجم التقدم الإداري غالباً عبر أنواع مختلفة من الأعمال. وقد وجدت شركات الإعلام أن العصر الرقمي مليء بالتحديات، مع تبخر الإعلانات أو صعوبة العثور على قنوات جديدة وتحصيل إيرادات الاشتراكات. تقدم الشركات الإعلامية أيضاً خدمة عامة. في عالم مثالي، تُبقي الشركات الإعلامية المسؤولة المستخدمين على علم، وتراقب كيفية استخدام القوة وكيف يتطور المجتمع وتوفر منتديات للأفكار.

استخدم «ماسك» وسائل التواصل الاجتماعي لممارسة الألعاب مع اهتماماته التجارية، والتحايل على من لا يحبهم، ومخالفة القانون والمنظمين. لا شيء من ذلك يصلح لإدارة وسائل الإعلام المستنيرة. كما تعلمنا أيضا من أعمال شركتي «فيسبوك» و«تويتر»، التي لا تعد ولا تحصى لرصد الدعاية والمعلومات المضللة، تحتاج شركات وسائل التواصل الاجتماعي إلى القيام بعمل أفضل لفحص المعلومات على منصاتها. ولا يُبدي «ماسك» أي علامة على أنه قادر على القيام بهذه المهمة.

تيموثي أوبراين*

كاتب عمود بارز في بلومبيرج.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»