لطالما مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ضمانةً للإماراتيين والعرب والمسلمين، من كل خطرٍ يتعلق بالاضطرابات، وسداً منيعاً بوجه عاتيات الرياح.
فهو سليل أسرة ضارب عمقها بالتاريخ ومن تابع الوثائقيات والفيديوهات الشارحة لتاريخ المؤسس الشيخ زايد يلحظ كيف كان يبادره الشيخ زايد، رحمه الله، بالسؤال أو المشورة أو الرأي.
إن التحول الذي عاشته دولة الإمارات بحيويتها الفاعلة على المستويين الإقليمي والدولي يأتي ضمن استمرارية القوة الضرورية لتثبيت الاستقرار وزرع قيم التسامح وتوطيد أسس الاعتدال.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد منذ يفاعته تسلم مناصب سياسية وعسكرية، وذاد عن حمى دولته، ودافع عن حدها، وأسس لنهضتها وقوتها، وحمى سيادتها.
في الحاضر مثل الشيخ محمد بن زايد طوال عقود من الزمان ضمانةً بوجه التطرف والعنف ومشاريع الخراب، قاد المنطقة في سنين عصيبة ضمن موجة الاضطرابات العاصفة، كانت رؤيته واضحة وأثبت جدواها التاريخ، وامتنّ له الناس.
حين كتب الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مذكراته، تحدث عن الشيخ محمد بأنه رغم اختلافه معه وحديث الشيخ الصارم معه، غير أنه اعترف بتعامله مع أذكى زعماء الخليج، وروى قصص تعامله معه في الملفات الصعبة واختلاف الشيخ معه في موضوعات كبرى، منها ملف مصر والبحرين آنذاك.
كانت رؤية سموه أن التخلي الأميركي عن مصر يعني فقدان ثقة الحلفاء بالولايات المتحدة.
لقد ساهمت سياسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في حماية المنطقة من كوارث وأخطار. أسس أولى النظريات الاستراتيجية في الخليج لهزيمة الأصوليات بوقتٍ مبكر، وأرسى قيم التسامح، وحرص بشكل حثيث على توعية المجتمعات العربية والإسلامية بأن تكون على قدرٍ عالٍ من الوعي الكبير بخطورة مشاريع الكراهية والتطرف.
والشيخ محمد بن زايد من قادة التنمية، وكبير صناع سياسات الدفاع والاقتصاد والعلم، ويؤيد بقوة أفكار الابتكار ويدعم الابتعاث، والوجوه التي تتسنم مناصب قيادية كان للشيخ دورها الكبير في تعليمها ودعمها. رأس مجلس أبوظبي للتعليم منذ عام 2005 وعقد شراكات أكاديمية وتعليمية مع عددٍ من الجامعات، وحوّل العمل الثقافي في المنطقة عبر عددٍ من المشاريع، منها تحفيز المؤلفين والفلاسفة والمفكرين والعلماء على الإبداع عبر فروع جائزة الشيخ زايد للكتاب، وشجّع المعرفة وسبلها لدى المجتمع الإماراتي الذي يشاهده وهو ينصب للمحاضرين في مجلس الشيخ محمد بن زايد.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد كان قد استقبل البابا فرنسيس في الإمارات عام 2019، وهي زيارة تاريخية قدمت دروساً في التسامح للديانتين الإسلامية والمسيحية، ليعيد للمسلمين ذاكرتهم حيث التعايش القديم مع الديانات المتعددة بل وفي عهد النبوة.
رعى سموه أسس السلام وكانت الرسالة الكبرى منها تثبيت أفكار الاستقرار بالمنطقة. من يلاحظ القيم التي يدافع عنها رئيس الدولة يعرف أن جذرها الاستقرار، لا يمكن صناعة تنمية ولا سياسات فاعلة، ولا غرس قيم عظيمة من دون محاربة كل عناصر التوتر والاضطراب، ومنازلة سياسات الثورة والعنف.
قالها الشيخ محمد من قبل لشعبه: «نحن شركاء في هذا الوطن، في سعادته وتقدمه وأمنه وهمومه ورسالة ردعه، فهناك من يحمل الراية الآن ويتقدم بها ليسلمها للجيل المقبل، وهذا أمر قادم لا محالة، وهذه سنة الحياة، أنه ليس أمامنا خيار إلا الاعتماد على النوعية، وسلاحنا الحقيقي هو العلم، ونريد أن ننافس بكم دول العالم، فطموحنا أن ننافس دول العالم المتقدمة التي حققت نجاحات في التنمية البشرية والتعليم والاقتصاد، مثل فنلندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وسنغافورة».
المستقبل للعلم والقوة والتنمية، وهذه هي الأسس التي تبناها الشيخ محمد بن زايد منذ عقود طويلة في عمله السياسي والعسكري والتنموي.
كاتب سعودي