سيحاول قلمي كتابة أبجدية القيادة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، في أفلاكها الأربعة المتقاطعة: المستوى الشخصي والمحلي، والمستوى الإقليمي، والمستوى الدولي، وأخيراً العالمي.
المستوى الشخصي والمحلي: تتجذر الشخصية القومية لصاحب السمو رئيس الدولة في أرض أسرة كرام لها حكم وسلطة في بلاد الجزيرة العربية والخليج، إلى جانب كونه ربيب بيت حكيم العرب ومؤسس الاتحاد وقائد نهضته الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه. فكل ذلك قاد إلى بناء شخصية قوية ذات أبعاد تاريخية ومعاصرة ومشاركة في شؤون الحكم والسياسة والأمن والتطور مع أبيه المؤسس وأخيه فقيد الوطن الشيخ خليفة بن زايد طيب الله ثراهما. 
المستوى الإقليمي: لقد أدرك مبكراً التحديات الأمنية الإقليمية الحديثة والمعاصرة التي كانت تعصف بمنطقة الخليج والشرق الأوسط، فإدراك سموه لهذه التحديات الأمنية تحول إلى جهود وإنجازات كان يبذلها من خلال رؤية المؤسس الشيخ زايد وفقيد الوطن الشيخ خليفة، في تطوير القدرات العسكرية والأمنية، لذا لعبت شخصيتهُ الكارزمية دوراً بارزاً في بناء قدرات عسكرية عالية وخاصةً الجوية. ولأنه كان معاصراً ومرافقاً لهوية سياسات الزعيم العربي الشيخ زايد النابعة من الهوية العربية، والتي جعلت القدرات الاقتصادية والأمنية والدبلوماسية الإماراتية تدعم شؤون التنمية والأمن في المنطقة العربية والعالم بأسره، وجدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يتصدى لمتغيرات خطيرة حدثت على المستوى الإقليمي العربي، ففي مرحلة ما يسمى «الربيع العربي»، استطاع منع الفوضى عبر إفشال خطط الجماعات والأحزاب الإسلامية المتشددة للسيطرة على العديد من الدول العربية، إلى جانب منع تطويق منطقة الخليج عبر اليمن من خلال «عاصفة الحزم». حيث سجل التاريخ بأن هذه السياسات جلبت الاستقرار المقبول إلى الوطن العربي بالتحالف مع الدول العربية على رأسها المملكة العربية السعودية ومصر والكويت والمملكة الأردنية ومحور الاعتدال العربي، ووفقاً لمذكرات الرئيس الأميركي باراك أوباما فقد وصف الشيخ محمد بن زايد بأنه الزعيم الأكثر دهاءً في الخليج.
وعبر رؤية بعيدة المدى في التحديات الأمنية الإقليمية والدولية مد جسراً لإقامة علاقات مع إسرائيل في مسار يخدم الأمن والسلام في المنطقة ويدفع نحو حل القضية الفلسطينية. 
المستوى الدولي، أضحت الإمارات بفضل فكر وسياسات سموه تتبوأ مكانة دولية مرموقة في التعاون والتقدم ودعم الإنسان، فهي اليوم مقراً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، مع إنجاز بناء مفاعل نووي سلمي، إضافةً إلى دخول عالم الفضاء، وامتلاك خطط عالمية في التنمية المستدامة، ومبادرة تأسيس البيت الإبراهيمي لصد التطرف وخلق السلام في منطقة الشرق الأوسط مهد الأديان السماوية الثلاثة. ناهيك عن تقديمه نموذجاً مشهوداً في مكافحة أزمة كورونا عبر حشد القوى البشرية والأجهزة الإدارية والتقنية المتقدمة مع دعم الدول في هذه الأزمة.
ففي المستوى العالمي نجد الإمارات عبر حكمة قيادته تحافظ على علاقات قوية ومتوازنة مع القوى العالمية مثل الولايات المتحدة الأميركية واتحاد روسيا والصين والهند والاتحاد الأوروبي، وتتميز بعلاقات متعددة مع مختلف الدول عبر جميع القارات.
نحن مع قيادة قومية نادرة ومتجذرة ونيرة ومنجزة تحلق بنا عالياً على المستويات الأربعة محققةً التقدم والأمن والتطور ودعم الإنسان والسلام في العالم. 

كاتب ومحلل سياسي